الجاحظ والأدب المقارن شارل بيلا*
هذا المقال نوع من المخاطرة؛ فعندما طلب مني السيد بن شيخ المساهمة في المجلة التي أسسها قبل وقت قريب أجبته بأني جاهل جداً لأشتغل بالمقارنة، ولم أكن أرى لديّ إمكانية كافية لكتابة بضع صفحات مثلاً تحت عنوان " الجاحظ والأدب المقارن". ثم قلت لنفسي: على كل حال يستحق المشروعُ المحاولةَ رغم أنه يبدو للوهلة الأولى أن قدرة كاتب عربي من القرن التاسع على الاهتمام بقضايا انبثقت من علم عصري جداً هو من قبيل المفارقة.
تطرق الجاحظ إلى كل شيء، وعبّر عن أفكار شخصية أو مستعارة في كل شيء طبقاً لمفهومه عن الأدب الذي يعتمد على" الأخذ من كل شيء بشيء"، ولكن أيضاً مع طرح أسئلة على نفسه قد يتركها بلا جواب. إن فضوله نحو كل ما هو إنساني، واتساع أفقه العقلي وأصالة عمله الأدبي وغِناه معاً، كل هذا مجتمعاً وعلى نحو متقطع تقطعاً ملحوظاً، وفي مقاطع تتباعد أحياناً مئات الصفحات، كل هذا مكّننا أن نكتشف عند الجاحظ أفكاراً يمكن رغم ذلك ضمُّها بقليل من الصبر للحصول في جميع الأحوال على مخطط نظري أولي، أو بحث عن نظرية شخصية في غياب المنهج المتماسك الذي هو بعيد جداً عن كلامه.
وفي محاضرة ألقيت في بيروت باللغة العربية، قلت على سبيل المزاح إنه لو طُلب مني أن أتكلم على تربية النحل أو تحديد النسل (للجناس ما بين النحل والنسل) لربما وجدتُ طريقة لذِكر الجاحظ. وقلت إن في كل الحالات تقريباً فائدة في اتخاذ كتاباته نقطةَ انطلاق من أجل دراسة المفاهيم الأكثر تنوعاً،لأنها رغم عيوبها المعروفة جداً، تستحق أن توجد جزئياً ولـتأريخ عصر مشرق من الحضارة العربية الإسلامية، في حين أن أعمال الكتاب السابقين الذين عاشوا في عصر كان الأدب فيه ما يزال يخطو خطواته الأولى، ما يزال أغلبها مفقوداً.
ولما كان الجاحظ يعالج بطريقة مفصَّلة إلى حدٍّ ما المسائل الخاصة باجتذاب انتباه كل فكرٍ محبٍّ للمعرفة فإن قرّاءه النادرين المواظبين يجب أن يتوقعوا عنده، وأكثر بالتأكيد مما لدى المتأخرين عنه، بعض الأفكار التي تدخل في نطاق " الأدب المقارن"، ولكن حتماً بشرط أن يُفهَم هذا المصطلح في معنى عريض بما يكفي ليشمل الدراسةَ ذات الطابع الذاتي للنتاجات الأدبية والفكرية لكثير من الأمم، تلك الدراسة التي تنفَّذ لتسويغ استقبال ثقافة معينة لتأثيرات خارجية، أو – على النقيض- للدفاع عنها ضد غزو النتاجات الأدبية الضارة بنقائها.
ولما كانت الثقافة العربية الإسلامية قد صُنِعت من مزيج خاص نسبياً يتكون من تآلُفِ عناصر ذات أصول مختلفة، فإن الجاحظ لم يكن يستطيع في الحقيقة أن يبقى بليد الإحساس بالقضايا التي يطرحها بناء هذه الثقافة، والتي كان يساهم فيها بكلِّ غنى موهبتِه فيها فضلاً عن ذلك. وابتداء من اللحظة التي دخلت فيها " الإنسانيات العربية "، أي هذه الكتلة من المواد ذات الطابع الفقهي والأدبي والتاريخي التي تلقّاها علماء القرنين الثاني والثالث للهجرة بدقة، في تنافس مع العناصر الثقافية القادمة من الخارج، ابتداءً من هذه اللحظة وقعت العقول المنفتحة في نوع من المأزق وهو: أيجبُ من أجل حماية الإسلام فرضُ ثقافة عربية وإسلامية صرفة، وبالنتيجة محدودة نسبياً، أم على النقيض يجب قبول التنوع المفيد، وترْكُ الحريةِ للتأثيرات الأجنبية في ممارسة فِعلِها مع خطر المجازفة بالتوازن بين الثقافتين، والذي يُتوصَّل إليه بصعوبة؟ إن الجاحظ، وهو النصير المقتنع بتعدد الثقافات ، قام بدور المحرك على هذا الصعيد العام، واستعمل معايير فكرية استعارها دون قيد من المفكرين الإغريق الذين كان بوُسْع فكرهم، علاوة على ذلك، أن يكون سلاحاً فعّالاً للدفاع عن الإسلام في مجال العقيدة ضد الخطر المتمثل في الإيرانيين المسلمين إسلاماً سطحياً.
إن الجاحظ، وهو يعالج موضوعَ الأدب بحصر المعنى، أي ليس موضوعَ الفكر نفسه بل فنّ التعبير، يكبح بالمقابل، وبصورة عنيفة، الاتجاهات غير العربية، ويجعل من نفسه بطلاً للعروبية (arabisme) التي تملك في رأيه ما يكفي من المصادر لتلبي، وهي تتطور وتتنوع، الأذواقَ الأدبية للمسلمين الناطقين بالعربية. وفي سبيل هذا الغرض ينساق الجاحظ إلى عقد المقارنات وتفنيد الخصوم، ولاسيما أنصار الإيرانية من أولئك الشعوبيين الذين تُعرِّض أعمالهم وادعاءاتهم تفوقَ اللغة والأدب العربيين، بل الإسلامَ نفسه، للخطر.
لن نقول هنا شيئاً عن المظهر الديني للمشكلة، وعن وضْع الإسلام اللذَين اجتهد المعتزلة بنشاط في إنهاضهما. بل سنهتم بالأدب الذي توحي طبيعته بمخاوف للعقول الأكثر تنوراً. إن أسس النثر غير الديني التي تميل إلى أن تؤسس وتبني دون أن تفقد المتعة ما يسميه العرب بالأدب، والذي يكوِّن مع الشعر الأدبَ بمعنى الكلمة، طُرحت في القرن الثاني الهجري، وخصوصاً من قِبل شخص فارسي هو ابن المقفَّع. وابن المقفع هذا ذو مؤلَّفٍ غني بعناصر سابقة يتضمن بعض كتابات أصيلة مستلهمة من الأخلاق، ويتضمن على نحو خاصٍّ الترجمةَ، وهو المؤلَّف الذي يحمل عنوان " كليلة ودمنة" المترجَم من اللغة الفهلوية (pant chatan tra) وبتعبير آخر وُلِد النثر العربي بفعل التأثير المزدوج والمتزامن لأدبين أجنبيين إلى حدٍّ أثار معه علمُ الأدب العربي منذ ولادته قضايا الأدب المقارن، واهتم بالمقارنات التي كان يجهلها. وقد غذّت هذا العلمَ لاحقاً مؤلَّفاتٌ فهلوية، ولكنه اغتنى في الوقت نفسه بالإسهام الذي سيصبح أساسياً عما قريب للموروث الأدبي للعرب القدماء. وظهرت بعد قليل الترجمات الأولى من الإغريقية عبْر السريانية. ولكن الأمر لم يعد يتعلق بنصوص أدبية تماماً. وإجمالاً فالحقيقة أن المؤلَّفات المترجمة من الإغريقية كان لها طابعٌ منفعيّ أو تأمليّ، وكان يستفيد منها استفادة أساسية مفكرون ومتكلمون [ علماء علم الكلام ] رغم أن تأثيرها على الأدب العربي يبقى أضعف بما لا يقاس من تأثير الأدب الإيراني. وقد لوحظ غالباً أن أعمال هوميروس وأرستوفان بقيت مجهولة من قبل العرب؛ أولاً لأنها لم تكن في ذلك العصر البعيد قادرة مطلقاً على شدِّ اهتمامهم، وثانياً لأنه لم يتهيّأ أي مترجم ينقلها إلى العربية. وقد نبّه ج. وايت (1) بدقة إلى ملاحظة للمترجم الشهير حنين بن إسحاق يعترف فيها بعجزه عن ترجمة الشعر الإغريقي، وليس في هذا ما يُدهش، ولكن بسبب جهل العلماء للمسرح والملحمة، يميل كثير من الانتقادات المحلية التي يوافق عليها مستعربون أيضاً، إلى نسبة هذا العوَز لديهم إلى أن أيَّ مؤلف إغريقي يتعلق بهذين النوعين لم يترجَم إلى العربية. ومن الغريب مع ذلك أن يُقرَّر حالاً أن غياب أي جنس أدبي معين يجب أن يُحمل على محمل الضعف، أو بالأحرى على عدم وجود تأثير أجنبي في هذا المجال،كما لو كان من غير المفيد أن يولَد المسرح والملحمة عفوياً في ديار العرب.
ليس هذا مجال البحث لمعرفة سبب جهل العرب هذه الأنواعَ، ولكن يجب أن نذكِّر، لنفهم ماذا سيتبع، بأن الأدب عندهم هو الشعر (2) قبل كل شيء. حتى إن النقاد لا يهتمون بالنثرِ إلا استثنائياً، النثرِ الذي لا يمكن تقليده وهو القرآن، ثم فن الخطابة (2) الذي سيتفرع عنه ما يسمى " الإخوانيات " والنثر الفني اللذين راجا منذ القرن الرابع الهجري؛ إن النثر التقني للعلماء والمؤرخين والجغرافيين نجا أيضاً من التأثيرات الأجنبية، في حين أن النوع الأدبي الذي يحمل اسم " الأدب" (3)، وهي لفظة شملت في القرن التاسع عشر كل أنواع الأدب (littérature) لا يمكن أن يُنظر إليه، على الأقل في صيغته الأولى، على أنه محلّيّ. ولن يُعرف كذلك هنا استمرار هذا الأدب المتعدد الصيغ الذي يميل في غمرة تطوره إلى أن يشمل ما قد نستطيع تسميته " الثقافة العامة". إن الجاحظ الأديب الممتاز يدرك أن أدب ابن المقفع يمثل عيوباً ربما كان أخطرها أنه مستعار، وأنه يعطي الشعوبيين حجة قوية ضد من هزموهم. ولهذا يميل في إنتاجه الشخصي الغزير إلى ألا يُخلي له إلا مكانة منتقَصة في ما يسمى تحديداً بالأدب العربي، والذي يؤسسه الجاحظ مستفيداً استفادة واسعة من المعطيات التي تلقّاها من القبائل القديمة في الوقت الذي يعرف فيه أن هذه القبائل غيرُ قادرة على الإجابة على متطلَّبات الفكر العقلاني. ويجتهد أيضاً من أجل أن تستحق هذه " الإنسانيات العربية" المقام الأول، وفي تنقيتها من كل ما هو مُنافٍ للعقل , ولكنه يخضع هو نفسُه لتأثير المفكرين الإغريق، وإنما بشكل أقل خطورة. ويجهد في أن لا يَتقبّل العناصرَ الأجنبية إلا بجرعات صغيرة، وفي أن يدل على الطريق الذي يقود إلى غنى المعرفة بواسطة الملاحظة والبحث والتجربة والتفكير، مُظهِراً عن طريق التوكيد غالباً أن العرب لا يحسدون الثقافات الأجنبية في شيء.
وهو يمتلك بفضل الترجمات السابقة معرفة متقدمة نسبياً، وإن كانت جزئية، بالآداب غير العربية. وتعتمد المقارنات التي يُجريها بين الأمم الأربع المحكوم لها بالتحضر، وهي الفرس والهند واليونان، والعرب بداهة (4)، على التوليف الذاتي أكثر من الموضوعي، وعلى التقييم الشامل والنهائي أكثر من التقييم المتدرج بخصوصيات كلٍّ من هذه الحضارات. ومع ذلك يعرف كيف يقوِّم الأفكار التي عبّرت عنها الأعمال الأجنبية والمواد التي زوَّدت بها، عارضاً التشويهات التي أصابت المؤلفات التي تُرجِمت إلى العربية. إن عمله يتوزع على إشارات تُطري الطبائع الخاصة لهذه الأمم، وتقنيات الشعوب موضوعِ الدراسة ومواقفَها. ولكنه ما إن يتطرق إلى الأدب حتى يغدو صعب المراس، بل متعصباً، لأنه يحرص حرصاً مطلقاً على إثبات تفوق العرب القدامى في مجال البلاغة،وفي مجال الشعر والنثر الخطابي. وهذه المجالات وحدها تستطيع إرضاء الأذواق الأدبية في غياب الفضول إلى المعرفة العقلية.
رفضَ غيرُ العرب هذه العقيدة، وطالبوا بأن يُعترَف على الأقل بكفاءاتهم الخاصة. والجاحظ على عادته نزيه في عرض البراهين التي يقدِّمها الشعوبيون قبل تفنيدها بطريقة منهجية إلى حد ما، وهي البراهين التي قدموها في خلال المناقشات حول القيمة الخاصة لمختلف الآداب القديمة، علماً بأن الإسلام يمثّل قطيعة مع الماضي. ونظراً إلى أن المهم الآن هو معرفة أيِّ العناصر سيكون المتفوق في الثقافة العربية الإسلامية، وبالتالي في الأدب العربي، لأن اللغة العربية هي اللغة الرسمية الوحيدة إن صح التعبير. (5):
" قالت الشعوبية ومن يتعصب للعجمية:... والخطابة شيء في جميع الأمم، وبكلِّ الأجيال إليه أَعظمُ الحاجة؛ حتى إن الزنج (5) مع الغثارة، ومع فرط الغباوة وكلال الحد وغلظ الحس وفساد المزاج لتطيل الخطب، وتفُوق في ذلك جميع العجم وإن كانت معانيها أجفى وأغلظ، وألفاظُها أخطل وأجهل. وقد علمنا أن أخطبَ الناسِ الفرسُ، وأخطبَ الفرسِ أهلُ فارس، وأعذبَهم كلاماً وأسهلهم مخرجاً وأحسنهم دلّاً وأشدَّهم فيه تحكماً أهلُ مرو، وأفصحَهم بالفارسية الدرية وباللغة الفهلوية أهلُ قصبة الأهواز".
قالوا: " ومن أحبَّ أن يبلغ في صناعة البلاغة، ويعرفَ الغريب، ويتبحرَ في اللغة (7) فلْيقرأ كتاب كارَوْنَد (8). ومن احتاج إلى العقل والعلم والأدب والعلم بالمراتب (9) والعبر والمثُلات والألفاظ الكريمة والمعاني الشريفة فلْينظرْ في سِيَر الملوك.(10) ؛ فهذه الفُرس ورسائلها وخُطَبُها وألفاظها ومعانيها. وهذه يونان ورسائلُها وخطبها وعِللها وحِكَمُها، وهذه كُتُبها في المنطق التي قد جعلتها الحكماء بها تعرف السقم من الصحة، والخطأَ من الصواب. وهذه كتب الهند في حكَمها وأسرارها وسِيَرها وعِللها. فمن قرأ هذه الكتب، وعرف غَور تلك العقول وغرائب تلك الحكم عرفَ أين البيان والبلاغة، وأين تكاملت تلك الصناعة. ولكنكم لطول اعتيادكم لمخاطبة الإبل جفا كلامكم، وغلظت مخارج أصواتكم حتى كأنكم إذا كلمتم الجلساء إنّما تخاطبون الصُّمّان "
إن الجاحظ الذي يرد في الصفحات التالية اتهامات أخرى يوجهها الشعوبيون ضد العرب يتخلى عن تفنيد تلك الانتقادات الأولى، ويكتفي بالقول (11): " وجملة القول أننا لا نعرف الخطب إلا للعرب والفرس " لأن فن الخطابة هذا هو الذي يهمه الآن في المقام الأول. ولكنه يهاجم هنا وهناك خصمه في خلال تمجيده للعرب.
ويتفق أن هؤلاء المذكورين في المقطع الذي قرأنا قبل قليل ترجمة له يمتدحون دراسة أدب الشعوب الثلاثة غير العربية التي يعدّها الجاحظ كما لو كانت الشعوبَ المتحضرةَ الوحيدةَ من بين البشرية كلها. ومؤلِّفنا يميز بينها حالاً ببضع كلمات بعد استنتاجه السريع؛ فللهنود يعترف بالنظريات (المعاني) المكتوبة، وبالكتب الأزلية التي لا تقترن باسم مؤلف معروف أو عالم مشهور، إنها الكتبُ التي تنتقل من جيل إلى جيل، وكُتُبُ الأدب بمعنى السلوك التي هي متداوَلة منذ الأزل.
وفي كتابة أخرى (12) مخصصة لتمجيد الزنوج (13) يعدّ الهنود في الحقيقة كما لو كانوا ينتمون إلى العرق الأسود، لا يتردد في التصريح بأن سكان الهند يمتلكون كثيراً من الشعر والخطب الطويلة، ومعرفةً عميقة بالفلسفة والآداب. ومِن عندِهم جاء كتاب كليلة ودمنة". ولكن هذا التأكيد بخصوص الشعر يتعارض مع جملة من كتاب الحيوان (14) حيث يقول: " فضيلة الشعر مقصورة على العرب، وعلى من تكلم بلسان العرب " محدداً في مكان آخر (15) أن أي إنسان غير عربي لن يستطيع مزاحمتهم في هذا المجال. وعن الأدب الهندي يبدو أنه لا يعرف عملياً مجموعات أدبية باستثناء كليلة ودمنة إلا الكاماسوترا (Kamasutra) أو الكتب المماثلة (كتب الباه) (16) التي يقول إن الهنود يعلّمونها لأولادهم.(17)
وعندما يتحدث عن الفرس الذين يعرف عنهم كثيراً فإنه مع ذلك لا يحددها تماماً، والحجج التي يتسلح بها تبدو حججاً خاصة: " وفي الفرس خطباء (18) إلا أن كل كلام للفرس، وكل معنى للعجم، فإنما هو عن طول فكرة وعن اجتهاد رأي، وطول خلوة، وعن مشاورة ومعاونة، وعن طول التفكر ودراسة الأدب، وحكاية الثاني عِلمَ الأول، وزيادة الثالث في علم الثاني، حتى اجتمعت ثمار تلك الفِكر عند آخرِهم... وكل شيء للعرب فإنما هو بديهة وارتجال وكأنه إلهام. وليست هناك معاناة ولا مكابدة، ولا إجالةُ فكرٍ ولا استعانةٌ، وإنما هو أن يصرف وَهْمَه إلى الكلام، وإلى رجَز يوم الخصام، أو حين يمتح على رأس بئر، أو يحدو ببعير، أو عند المقارعة أو المناقلة، أو عن صراع أو في حرب؛ فما هو إلا أن يصرف وهْمَه إلى جملة المذهب، وإلى العمود الذي إليه يقصد؛ فتأتيه المعاني أرسالاً [ جماعات]، وتنثال عليه الألفاظ انثيالاً، ثم لا يقيِّده على نفسه، ولا يُدرِسه أحداً من ولده. وكانوا أميين لا يكتبون، ومطبوعين لا يتكلفون. وكان الكلام الجيد عندهم أظهر وأكثر، وهم عليه أقدر، وله أقهر، وكل واحد في نفسه أنطقُ، ومكانه من البيان أرفع، وخطباؤهم للكلام أوجد، والكلام عليهم أسهل، وهو عليهم أيسر من أن يفتقروا إلى تحفُّظ، ويحتاجوا إلى تدارُس. وليسوا كمن حفظ علم غيره، واحتذى كلامَ مَن قبله "
وهناك برهانان آخران مذكوران أيضاً: فمن جهة هناك فجوة أمام عينيه بين الشعر العربي وبين ما يسميه الرومُ (ربما يقصد البيزنطيين) (19) والفرسُ شعراً لأنه يعتقد أن ما يصفونه بهذا الوصف يفتقر إلى السجع والإيقاع، فلا يمكن إذن مقارنته بالشعر العربي. والدليل الثاني (20) هو القيمة الأدبية للقطع الشعرية أو النثرية الجاهلية التي لم يستطع أفضل شعراء عصره مجاراتها. إن هذا الإعجاز، وإن لم يقل هذا بوضوح، يُثبت لهم [ للعرب]طابعاً من الأصالة حُرمت منها الأعمال الأعجمية، وخصوصاً الفارسية، يقول: " ونحن لا نستطيع أن نعلم أن الرسائل التي بأيدينا للفرس، صحيحة غير مصنوعة، وقديمةٌ غيرُ مولَّدة إذ كان مثلُ ابنِ المقفع وسهلِ بن هارون وأبي عبيد الله (21) وعبد الحميد وغيلان(22) يستطيعون أن يولِّدوا مثل تلك الرسائل، ويصنعوا مثل تلك السِّيَرِ". وهنا ينفجر به سوءُ ظنِّه؛ فهو أول من يعرف، وقد مارس تلك اللعبة بنفسه، نسبة َكثير من الكتابات العربية إلى آخرين كانوا على جانب من الأهمية، وأن كثيراً من الأبيات الجاهلية كان حُكِم عليها بأن أهل عصره نحلوها.
ويخص الكتب الدينية للمانويين (23)، والتي كانت حسب رأيه موضع عناية خاصة، فإنه يصرِّح ببعض الآراء غير المتوقعة من مسلم يحترم القرآن بعقيدته، ويعاتبهم مقارناً النفقات التي يتحملونها لتزويد معابدهم بمثل ما يلتزم به النصارى نحو كنائسهم. يعاتبهم نوع عتابٍ على عدم ميلهم إلا للمؤلفات الدينية، ويتأسف على أنهم لم يُظهِروا أي ميل للأدب ذي الموضوع الدنيوي، سواء كان موضوعه الحكمة أم الفلسفة أم المنفعة أم الفن. ولو كانوا كذلك لأمكن الحكم مسبقاً على تذوُّقِهم البيان الذي يبدو هنا التعبير المكتوب للفكر.
ويعترف الجاحظ (24) للشعب الثالث المتحضر وهم الإغريق " بامتلاك الفلسفة واستخدام المنطق"، ولكنه يشير بخُبثٍ إلى أن أرسطو لم يكن فصيحاً، وأن جالينوس لم يكن معروفاً في فن الخطابة. وفي نقطة خاصة يشير إلى أنه بعدما قرأ مؤلفات الأطباء والمتكلمين الإغريق لم يُثبت عندهم معرفةً عميقة بالحيوانات أكثر مما لدى العرب القدماء. وأعتقد أن مثل هذا التأكيد لم يشجّع العلماء كثيراً على تطوير علم الحيوان (25). ويشرح في موضع آخر (26) لماذا يصر على الكلام على الأسماك. ويضيف أنه لم يجد شيئاً في كتاب أرسطو (27) شاهداً على دعواه. وفي حين يُكِنّ لأرسطو إعجاباً لا تشوبه شائبة فإن هذه الملاحظات وسيلة إضافية يتخذها لإبراز مناقب العرب.
إن بعض الشواهد السابقة تُظهر بوضوح أن الجاحظ لا يتردد في الانتقاص من شأن الشعوب غير العربية عندما يكون الموضوع تضخيم الملف العربي بطريقة أكثر فعالية ضد الشعوبيين. ورغم ذلك لا يمكن عموماً اتهامُه بالتعصب الطائفي أو ضِيق الأفق الفكري. ولكن، كما استطعنا سابقاً أن نرى، إذا بدا نسبياً منصِفاً للمفكرين الأجانب، ولا سيما الإغريق، فإن ما يدافع عنه إذن هو الشكل، لا المضمون؛ بل أقول: إنه دفاع عن اللغة العربية ضد الفارسية الناشئة، وإنه كان عليه في هذا الموضوع إظهار تفوُّق العربية تفوقاً مطلقاً. ويخصص جزءاً كبيراً من كتابه الضخم " البيان والتبيين " لهذا الغرض. وفي الوقت نفسه يجهد بطريقة غير ماهرة أيضاً في استخلاص قواعد الفن الشعري والخطابي والبلاغة وفن القول مما يجمعه عادة تحت كلمات ما تزال غير محددة وهي " البيان والبلاغة". إن هذه الكلمة الأخيرة هي التي تنطبق غالباً، على ما يبدو، على فن الخطابة.
وفي نطاق رغبته الجديرة بالثناء في تعريف هذه " البلاغة" لا يبدو متردداً في الرجوع إلى شواهد أجنبية. وضمن مقطع من البيان (29) يعيد بشكل مقتضَب وصعبِ الترميم التعريفاتِ التي اقترحها بشكل تخميني الفرسُ والإغريق والبيزنطيون والهنود. وبعد عدة صفحات (30) يُدرِج في مؤلَّفه الترجمة التي قام بها مترجمون،كما يقول، لصحيفة عن البلاغة يدّعي هندي اسمه بهلةُ امتلاكها: " أول البلاغة اجتماعُ آلة البلاغة (31). وذلك أن يكون الخطيب رابط الجأش، ساكن الجوارح، قليل اللحْظ، متخيِّر اللفظ، لا يكلِّم سيدَ الأمة بكلام الأمة، ولا الملوكَ بكلام السوقة. ويكون في قواه فضلُ التصرف في كل طبقة.(32) ولا يدقق المعاني كل التدقيق، ولا ينقِّح الألفاظ كلَّ التنقيح، ولا يصفِّيها كل التصفية، ولا يهذِّبها غايةَ التهذيب. ولا يفعل ذلك حتى يصادف حكيماً أو فيلسوفاً عليماً، ومن قد تعوّد حذف فُضول الكلام وإسقاط مشركات الألفاظ (33) وقد نظر في صناعة المنطق على جهة الصناعة والمبالغة، لا على جهة الاعتراض والتصفُّح، وعلى وجه الاستطراف والتطرف. قال: ومِن عِلمِ حقِّ المعنى (34) أن يكون الاسم له طبقاً، وتلك الحال له وقفاً، ويكون الاسم له لا فاضلاً، ولا مفضولاً، ولا مقصراً، ولا مشتركاً، ولا مضمَّناً. ويكون مع ذلك ذاكراً لما عقد عليه أول كلامه. ويكون تصفُّحه لمَصادره في وزن تصفحه لموارده. ويكون لفظه مونقاً، ولهول تلك المقامات معاوداً(35). ومدار الأمر على إفهامِ كل قوم بمقدار طاقتهم، والحملِ عليهم على أقدار منازلهم، وأن تواتيه آلاته، وتتصرفَ معه أداتُه، ويكون في التهمة لنفسه معتدلاً، وفي حسن الظن بها مقتصداً؛ فإنه إن تجاوز مقدار الحق في التهمة لنفسه ظلمها فأودعَها ذِلّة المظلومين. وإن تجاوز الحق في مقدار حسن الظن بها أمنَها فأودعها تهاوُنَ الآمنين (36). ولكل ذلك مقدار من الشغل، ولكل شغل مقدار من الوهن، ولكل وهن مقدار من الجهل.
يشرح "العسكري" هذا النص في حواشٍ كما لو كتبه عربيٌّ ولِيقرأه عربيٌّ، في حين يُصرّ الجاحظ على شرحه كما لو كانت هذه التوصيات له، وكما لو كان يعدّ الهنود، رغم كل ما قاله عنهم سابقاً، على معرفة بفن البلاغة كالعرب. وفي هذه النقطة لا يمكن للعرب إذن أن يدَّعوا تفوقاً لا يتزعزع رغم أن المؤلف لا يعترف بهذا مطلقاً.
بل إن العرب في بعض النواحي في حالة من التخلف لأنه إذا كان من الممكن ترجمة رسائل الشعوب وخطبها وكتبها، ومن الممكن تقويمها من حيث محتواها على الأقل؛ فإن العرب ربما لم يعرفوا كيف يُطلِعون العالم الخارجي على نتاجهم الأدبي نظراً إلى أن ميزتهم هي الشعر، والشعر لا يمكن أن يترجَم (37) إلى لغة أخرى. ويضيف الجاحظ أنه متى تُرجِم تقطَّع نظمُه، وبطل وزنه، وذهب حُسنه، وسقط موضع التعجب منه، لا كالكلام المنثور (38). والكلام المنثور المبتدأ على ذلك أحسنُ وأوقع من المنثور الذي تحوّل من موزون الشعر".
وتقوده هذه الاعتبارات إلى طرح قضية الترجمة في تعبيرات، لها فضلاً عن ذلك، صدىً عصريٌّ جداً(39): " وقد نُقِلت كتبُ الهند، وتُرجمت حكمُ اليونانية، وحُوِّلت آداب الفرس؛ فبعضُها ازداد حسناً، وبعضُها ما انتقص شيئاً. ولو حوّلتَ حكمة العرب لبطل ذلك المعجز الذي هو الوزن، مع أنهم لو حوّلوها لم يجدوا في معانيها شيئاً لم تذكره العجم في كتبِهم التي وُضعت لمعاشهم وفِطنهم وحِكمهم. وقد نُقلت هذه الكتب من أمة إلى أمة، ومن قرن إلى قرن، ومن لسان إلى لسان، حتى انتهت إلينا. وكنّا آخِر مَن ورِثها ونظر فيها. فقد صحّ أن الكتب أبلغُ في تقييد المآثر من البنيان والشعر.
قد يكون من المناسب لفْتُ النظر إلى هذه الجملة الأخيرة (40) لأن الجاحظ رغم التأكيدات المخالِفة ظاهرياً يشعر حقاً أنه الوريث للثقافة العالمية التي يمكن أن يبلغها. وسيُناط به تحقيق المعايرة المتأمَّلة لتطوير الثقافة العربية – الإسلامية. وبعد أن يصبح في بداية كتاب " الحيوان" المدافعَ الحارّ عن الكتاب يتأكّد دون كدرٍ من أن شهادة الصروح الأثرية القديمة التي لم يمتلك منها عرب الشمال الكثيرَ أقلُّ بلاغةً من الكتب التي تمجِّد الأمم السالفة. ولكن ملاحظته بشأن الشعر، وهو المفخرة الوحيدة لديهم، ملاحظةٌ غيرُ متوقَّعة، ويتابع مع ذلك: " ثم قال بعضُ من ينصر الشعر ويحوطه، ويحتج له: إن الترجمان لا يؤدي أبداً ما قال الحكيم على خصائص معانيه (41) وحقائق مذاهبه، ودقائق اختصاراته، وخفيّات حدوده. ولا يقدر على أدائها وتسليم معانيها، والإخبار عنها، على حقها وصدقها إلا أن يكون في العلم بمعانيها، واستعمال تصاريف ألفاظها وتأويلات مخارجها مثلَ مؤلف الكتاب وواضعه. فمتى كان رحمه الله تعالى ابنُ البطريق (42) وابن ناعمة (43) وابن قرة (44) وابن فهريز (45) وثيفيل(45) وابن وهيلي (45) وابن المقفع مثل أرسطاطاليس؟ ومتى كان ابن خالد (46) مثل أفلاطون؟
" ولا بد للترجمان من أن يكون بيانُه في نفس الترجمة في وزن علمه في نفس المعرفة. وينبغي أن يكون أعلمَ الناس باللغة المنقولة والمنقول إليها، حتى يكون فيهما سواءً وغاية. ومتى وجدناه أيضاً قد تكلم بلسانين علمنا أنه قد أدخل الضيم عليهما لأن كل واحدة من اللغتين تجذب الأخرى وتأخذ منها، وتعترض عليها. وكيف يكون تمكُّنُ اللسان منهما مجتمعتين كتمكنه إذا انفرد بالواحدة، وإنما له قوة واحدة. فإن تكلم بلغة واحدة استُفرغت تلك القوة عليها. وكذلك إن تكلم بأكثر من لغتين. على حساب ذلك تكون الترجمة لجميع اللغات. وكلما كان الباب من العلم أعسر وأضيقَ، والعلماء به أقلَّ،كان أشدَّ على المترجم، وأجدرَ أن يُخطئ فيه. ولن تجد البتّة مترجماً يفي بواحد من هؤلاء العلماء".
إن الجاحظ، كما سيحدد لاحقاً، يلمِّح هنا إلى المؤلفات الهندسية والفلكية والرياضية والموسيقية. ثم يبرِز أن ترجمة كتب الكلام والفلسفة ما تزال عسيرة. ثم يذكر عدداً من الكتب المترجمة إلى العربية، ولكنه لا يذكر مطلقاً مؤلفات أدبية صرفة نظراً إلى أن الاتجاه العام يعتمد على أن يؤخذ من الأعاجم ما هو آنيٌّ ومفيد مادياً. والعرب – والجاحظ نفسه – لديهم الشعور بأن أدبهم الخاصّ لا يُضاهى؛ فلا حاجة لهم مطلقاً إلى اقتباس نصوص أدبية ليس لهم عنها، فضلاً عن ذلك، إلا فكرة مبهمة جداً. وتبدو ترجمة كليلة ودمنة الذي نسي معاصرونا الناطقون بالعربية، وبإرادتهم إلى حدٍّ ما، أصله، مناقِضة للتأكيد السابق، ولكن بالنسبة للعصر الذي يهمّنا فالأمر مختلف. وفي مقطع يحتمل أن يكون أصيلاً ضمن رسالة مزيفة جزئياً (47) يهاجم الجاحظ هجوماً عنيفاً كُتّاب الإدارة، ويقول عنهم: " ثم الناشئ فيهم إذا روى لبزرجمهر أمثاله، ولأردشير عهده، ولعبد الحميد رسائله، ولابن المقفع أدبه، وصيّر كتاب مزدك (48) معدن علمه، ودفتر " كليلة ودمنة" حِكمته، ظن نفسه الفاروق الأكبر في التدبير، وابن عباس في العلم بالتأويل، ومعاذ بن جبل في العلم بالحلال والحرام، وعلي بن أبي طالب في الجرأة على القضاء والأحكام، وأبا الهذيل العلاف في الجزء والطفرة... والأصمعي وأبا عبيدة في معرفة اللغات والعلم بالأنساب".
إذن ما تزال القراءة المواظبة لكليلة ودمنة، وللنصوص الأخرى المترجمة عن الفهلوية، تظهر في منتصف القرن الثالث الهجري، بخاصة – لدى الكتاب ذوي الأصل الفارسي. وفي وقت متأخر سيصبح ابن المقفع مُدْرَجاً تماماً في الأدب العربي الذي كان رغم ذلك أحد رواده. والجاحظ الذي لا يرفض أن يضم إلى مؤلفاته عناصر ثقافية إيرانية لا يبدو أنه يقصد في النص الذي تحدث فيه عن صعوبات الترجمة الأعمالَ المترجمة عن الفهلوية، وهو النص الذي سبق، ولكنه لا يعد كليلة ودمنة عملاً رائعاً في صناعة الأدب العربي، بل على النقيض يجتهد في خلق أدبي ذاتي التوالُد، لا محلَّ فيه للترجمات الضعيفة والمغلوطة إلا لأسباب توثيقية. إن الفكر والثقافة العامة يستطيعان أن يستمدا منهما العناصر المفيدة، ولكن الترجمة الأكثر أدبيةً وأناقةً لن تعرف طريقها إلى أدب يجب أن يتطور انطلاقاً من صيغ موروثة عن القدماء، أي أدب العرب بلا زيادة، لأن الجاحظ لا يعدُّ بعدُ لمسلمين المقيمين خارج الجزيرة العربية إلا مولَّدين حتى لو كانوا من أصل عربي.
إن الأفكار الجاحظية المجموعة في الصفحات لسابقة شهادةٌ تستنتج اهتماماتِ مؤلفٍ لا يكتفي بالبقاء أعمى وأصمّ نحو التأثيرات الخارجية، بل يفكر في قضايا تطرح نفسها. ويحاول حلَّها واضعاً نُصب عينيه بثبات مصلحة العروبة. إنه، هو نفسه، لن يتردد في استعارة أفكار من الخارج وموضوعات ومعلومات مفيدةً سيستثمرها بسرور في بعض مؤلفاته الأكثر نجاحاً ليصبح هكذا موضوع دراسة للمختصين بالمقارنة. وقد دفعه قلقه ما دام هو نفسه مقارناً إلى أن يوظف كل الوسائط، بما فيها سوء الظن، للدفاع عن لغته، وعن السيادة الأدبية للعرب الذين يشعر نحوهم بأنه الوريث الممتاز لهم.
.......
الحواشي
- سبق التعريف به. والقال منشور في حولية " دفاتر جزائرية " الصادرة عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجزائر. العدد الأول عام 1966.
1-" المترجمون العرب والشعر الإغريقي " في "متفرقات" جامعة القديس يوسف العدد 37/16 عام 1962، ص 361-368.
2- علامة التشديد من المؤلف. المترجم.
3-باللغة العربية من المؤلف. المترجم.
4- البيان والتبيين 1/ 137و348. والأخبار 174.
5-البيان 3/12-14.
6-يتحدث هنا عن الزنوج المقيمين في العراق.
7-من البديهي حين يتحدث عن اللغة أن هؤلاء الشعوبيين لا يعنون هنا اللغة العربية، بل الفهلوية أو الفارسية. وليس لهذا السبب يوصي بقراءة هذه المؤلفات. وبالمقابل فإن محتواها ذو طبيعة تُغني قراءة العرب أنفسِهم.
8-هكذا في نص الجاحظ. (انظر دليل " رسالة التربيع والتدوير") وربما يتحدث عن " كارنا" ماك أردشير، أي حركة أردشير. ولا أعرف إذا كان المؤلَّف مترجَماً إلى العربية.
9-ترجمت إلى الفرنسية بما يعني " قِيَم " "valeurs".
10-يتكلم هنا عن "خودينامه". ترجمه إلى العربية ابن المقفع بعنوان " كتاب سِيَرِ ملوك العجم (أو الفرس)". انظر غابريللي ص 208 والصفحات التالية.
11-البيان 3/27.
12- السودان ص 84.
13- ربما كان هو نفسه من أصل إفريقي، وهذا ما يشرح موقفه المتناقض ظاهرياً.
14- الحيوان 1/74.
15-البيان 3/28.
16-بالعربية من المؤلف. والباه هو الاسم الأصلي للجنس في العربية. المترجم.
17-الحيوان 7/29 وانظر أيضاً 7/226.
18-البيان 3/28.
19-القوسان من المؤلف. المترجم.
20-البيان 1/229.
21-معاوية بن عبيد الله بن يسار، كاتب المهدي.
22-يتحدث عن غيلان الدمشقي. انظر الموسوعة الإسلامية الطبعة الثانية.
23-الحيوان 1/ 55-56
24- البيان 3/ 27.
25- الحيوان 3/ 2268.
26- انظر " حيوان" في الموسوعة الإسلامية.
27 – الحيوان 4/17
28- كتاب " أعضاء الحيوان".
29- البيان 1/ 88.
30- البيان 1/ 92. ذكرها العسكري مرة أخرى في " الصناعتين"
31- أدوات البلاغة عند العسكري الشارح هي الموهبة الطبيعية المقرونة بلسان طلق. ويضيف إليهما المعرفة الكافية بالعربية وحِدّة الذهن...
32 – كما هي على كل حال الطريقة التي يشرح بها العسكري كلمة " طبقة".
33- بتعبير أوضح: مشتركات الألفاظ التي يمكن استعمالها في شروط أخرى.
34- قرأنا: " واعلمْ أن حقَّ..." بدلاً من " ومِن عِلمِ حق المعنى...".
35- في نص العسكري: " ومعناه نيِّراً واضحاً" س 30.
36-ترتيب الجملة مقلوب في نص العسكري.
37-الحيوان 1/75.
38-اعتقد الناشر هنا أن من الأفضل إضافة نفيٍ، وقد أحللنا محله: " فصار".
39- الحيوان 1/ 75- 76. استلهمنا الترجمة من ج. وايت الذي ترجم جزئياً هذا المقطع
40- يقصد جملة " وكنا آخر من ورِثها". المترجم
41-يقول الجاحظ: " الحكيم " مفكراً في الشعر بطريقة أخلاقية، وبمجموعات الحِكم التي يستعملها في أدبه
42-أبو زكريا يحيى بن بطريق. مترجم نصراني من عصر المأمون. انظر فؤاد البستاني في دائرة المعارف
43-عبد المسيح بن عبد الله بن نعيمة. مترجم،وخصوصاً لأرسطو. انظر دائرة المعارف
44- تيودور أبو قرة: انظر الموسوعة الإسلامية.
45 – لم نتحقق منهم. (المؤلف) والمؤلف ينسخ الاسم بالفرنسية اسم ابن فهر بإضافة " يز" أي ابن فهريز, ولكن عبد السلام هارون يعرّفه هو وثيفيل في حاشية الحيوان 1/76. المترجم.
46- خالد بن يزيد بن معاوية، أمير أموي توفي عام 85 ه = 704 م. كان أول مترجم للمؤلفات الأجنبية
47- " كُتّاب " في مجلة HESPERIS عام 1956. ص 35. وانظر سورديل في " كتاب الكُتّاب " لعبد الله البغدادي في نشرة الدراسات الشرقية. دمشق العدد 14. عام 1952- 1954. والنص المنشور هنا منقول من " ثلاث رسائل للجاحظ" نشرها يوشع فنكل. القاهرة. المطبعة السلفية. 1344 ه.
- ترجمه ابن المقفع إلى العربية. انظر غابريللي. ص 216 من RSO XIII 3 (1932).