cropped-حافظ-1.pngcropped-حافظ-1.pngcropped-حافظ-1.pngcropped-حافظ-1.png
  • الصفحة الرئيسة
  • عن حياتي
  • أدب
  • مقالات وأبحاث
  • شركسيات
  • لغة
  • إسلاميات
  • ترجمات
  • تحميل الكتب
    • بيت الأمساخ
    • مشروع الجاحظ الثقافي
✕
  • الصفحة الرئيسة
  • ترجمات
  • القهوة في دمشق* ورسالة الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي
الموضوعات
  • ترجمات
الموضوعات الفرعية

القهوة في دمشق* ورسالة الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي

بقلم راندي ديغويلهم**

على الرغم من هدوء الحرب الكلامية النشيطة التي دارت حول مسألة القهوة في الوقت الذي حرر فيه الشيخ القاسمي رسالته في موضوع القهوة عام 1904 فإن جوّ المقاهي ظل مكاناً مشبوهاً يجتمع فيه هؤلاء وأولئك للتسلية بطريقة تُعدّ مريبة غالباً في أعين السلطات السياسية والدينية.

وصول المقاهي إلى دمشق واتّساعُها:

الشائع أن عادة شرب القهوة في دمشق دخلت عن طريق الصوفيين الدمشقيين في زياراتهم للقاهرة طوال النصف الأول من القرن الساس عشر  حين خالطوا أنصار هذا الشراب، ولاسيما الصوفيين اليمنيين من أصحاب الطريقة الشاذلية، والمقيمين في الأزهر. وتروي بعض كتب التاريخ أيضاً أن دخول القهوة جرى عبر صوفيين قدموا إلى سورية مباشرة من المدن المقدسة في الجزيرة العربية. ويروي، في هذا الشأن، المؤرخ نجم الدين الغزي أن الشيخ سعد الدين علي بن محمد العرّاق جلب عام 1540 حبات من القهوة. (1) وإلى الشيخ سعد الدين يعود، على الأرجح، فضل الريادة في تقديم هذا الشراب إلى ضيوفه في بيته بدمشق.

وسواء كان وصولها مباشرة إلى دمشق من الجزيرة العربية، أم بتأثير أفواج الصوفيين اليمنيين المقيمين بالقاهرة، فإن ظاهرة المقاهي سرت بسرعة في دمشق، فألفت جزءاً متمماً للمشهد الاجتماعي للمدينة منذ منتصف القرن السادس عشر. وابتداء من هذه الحقبة أصبحت المقاهي مجالات هامة للألفة المذكَّرة في دمشق، وفي حلب أيضاً، فاكتسبت الأهميةَ الاجتماعية نفسَها التي للحمامات. وارتبط الحمام إلى حدٍّ ما بارتياد المقهى؛ فالرواد أنفسهم كانوا يستخدمون المجالين غالباً.

كانت بعض المقاهي تفتح أبوابها لكل الناس دون تمييز عموماً في حين كان لمقاهٍ أخرى زُبُنٌ أكثر تخصصاً. (2) يشهد على هذا أن بعض الحرفيين المنتمين إلى تنظيم حرفي واحد (كار) كانوا يرتادون مقاهي محددة.

كانت المنشآت الأكثر تواضعاً والدكاكين الصغيرة تتألف من عدة " إسْكَملات" (مقاعد دون مساند)، أو من دكّة خشبية متاحة لمن يجد عليها محلاً. ومع ذلك، وعلى الرغم من البساطة اللامتناهية لهذه الأماكن، كان الرواد يتأخرون ليلاً وهم يناقشون الأخبار اليومية وأحداث الساعة، أو يتسلّون بالألعاب.

وفي المقاهي الكبيرة خصوصاً، كان كثير من الرواد يُمضون شطراً طويلاً من الليل مع آخِر ضروب التسلية المبتكرة. ويُصغون وهم يتذوقون فناجين القهوة المحضرة غالباً على الفحم، ويدخنون النراجيل، إلى الموسيقيين والقصاصين الذين يروون حكايات من التراث الشعبي، منها حكاية عنترة وعبلة، وسيرة الملك الظاهر. وكانوا يشاهدون مباريات في المصارعة، أو يلعبون لعبة الورق (الشدة) أو النرد أو الداما... وكان هناك راقصون في المقاهي. وفي شهر رمضان تقدم المقاهي تسليات إضافية، مثل مشاهد كركوز المسرودة في حلقات من أجل اجتذاب زُبُن الغد.

وبغضِّ النظر عن هذا النوع من التسليات كان ارتياد المقاهي يعني الانخراط في تيار الأحداث اليومية. ولم يكن من النادر أن يقرأ زبون بصوت عال مقالات من الصحف والمجلات. والحقيقة أنه بهذه الطريقة كانت الأخبار تصل إلى كثير من الأشخاص، ولاسيما الأميين. وكانت تجري مثل هذه النشاطات في أغلب المقاهي، ولاسيما المقاهي التي سُمِّيت لاحقاً بالمقاهي الأدبية، حيث كانت تُناقَش أحداث سياسية بل واتجاهات ثقافية حديثة.

وأخيراً كان بعض " العلماء" يرتادون المقاهي ليقابلوا الناس بغرض نشر الدعوة الدينية عن طريق القصص.

مقاهٍ في دمشق:

تحتل المقاهي مكاناً متوسطاً في المخطط المعماري للمدينة المسلمة. وهي ليست ساحات عامة كالمساجد الكبرى، وليست أماكن شخصية كالمنازل. فساحات المقاهي تشبه غالباً ساحات الحمامات. وهي مفتوحة للناس كلهم تقريباً. ولكن الذين لم يألفوا ارتيادها يبدون غرباء في أعين الرواد الدائمين.

وبفضل دراسة مستقصية للمصادر من أصولها نستطيع أن نعيد بناء الحياة الاجتماعية – الاقتصادية، وكذلك السياسية، التي كانت تجري في محيط المقاهي. ومن هذه المصادر المحاضِرُ المحررة في سجلات المحاكم الشرعية، وجرْدُ البيانات بعد الوفيات، ووثائق الأوقاف، والمحاضر الشرعية الأخرى التي تُسرَد فيها المعلومات التي تخص أبنية المقاهي وبيعها وشراءها ووقْفَها وإيجارها. ومن جهة أخرى فالأبحاث التي كتبها العلماء، والمذكرات والصور الفوتوغرافية القديمة، والرسوم اللاذعة غالباً، والمنشورة في صحف العصر ومجلاته... لها أهمية رئيسة في هذا الصدد.

يقدّم المؤرخ " البديري الحلاق" بعض المعلومات عن مقاهي دمشق في منتصف القرن السابع عشر؛ ففي هذا العصر كان مقهى الخنديزانية (الموصوف كما لو كان قريباً من بيت السفرجلاني) مكاناً هاماً محاطاً بدكاكين، ومقهى المناخلية الذي استمر قرنين فيما بعد، كان يقع قرب القلعة. وقد قاسى كثيراً من الأمطار الغزيرة التي هطلت عام 1160 ه = 1747 م، عندما تسرب الماء إلى داخله إلى ارتفاع ذراع رجل.(3) وكان العسكريون بخاصة هم من يرتادونه لوقوعه قرب القلعة.

وفي عام 1167 ه = 1753 م كان رجل السياسة أسعد باشا العظم أحد أهمّ البناة الطامحين، والذي لم تعرف له دمشق مثيلاً في هذا المضمار آنذاك، كان قد رمم على نفقته مقهى المناخلية، والدكاكين المجاورة، ومجاري الماء التي تغذي المنطقة. وبعد عامين، أي عام 1169 ه = 1755 م بنى أسعد باشا مقهيين جديدين، أحدهما في باب سريجة، والآخر أمام باب مصلى. وأكمل فضلاً عن ذلك، بناء مقهى يسمى " الصاغور" كان قبلُ استراحةَ شيخ حي الساروجة.

لفت عدد المقاهي الكبير في دمشق، ومنها المتواضع ومنها الفخم، انتباهَ الرحالة الأوربيين. فقد لاحظ جان دو تيفانو، بين آخرين، أنه في بداية القرن الثامن عشر كان للمقاهي الكبرى في دمشق فِناءٌ داخلي مع نبع ماء في الوسط. والبناء كله مظلل بالأشجار ومعطَّر بالورود البراقة. وكان منها " المقهى الكبير" قرب مسجد السنانية. وكثير من المقاهي كان على ضفاف الأنهار التي تجتاز مدينة دمشق. مهديةً عذوبة الماء الجاري إلى زُبُنها. (4)

وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر، أو قبل قليل من كتابة الشيخ جمال الدين القاسمي رسالته، تشهد المصادر على أنه كان في دمشق ما بين 110 مقاه إلى 120، (5) نذكر منها مقهى السكرية ومقهى القماحين اللذين يقعان في باب الجابية،  والدرويشية في الحي الذي يحمل اسمه، والعصرونية الذي استغرق بناؤه أربعة أعوام، والرطل في باب توما، والصوفانية خارج باب توما تماماً، والمناخلية قريباً من القلعة، والجنينة، وكازينات في سوق الخيل، وجاويش في القيمرية، والعمارة في الحي المسمى باسمه، ومقهى باب السلام. (6)

وكان سعر شراب القهوة يتراوح بين 5 – 20 قرشاً (كذا!) حسب غلاء المكان. (7)

أما التسليات المقدمة في المقاهي فمعلوماتنا قليلة عن ضروب النشاط الدقيقة التي كانت تمارَس في هذا المقهى أو ذاك طوال القرون السابقة. أما في مقاهي مطلع القرن العشرين فإن الذكريات الشخصية تساعد على مَلْء هذه الفجوات. وعلى سبيل المثال، ووفقاً لذكريات أحد الدمشقيين، ففي مقهى كريستين في حي المرجة بدمشق، الذي اكسب اسمه من الراقصة والمغنية الأرمنية، كان الاستمتاع برقص مدام كريستين والاستماع إلى أغانيها في المقهى الذي يملكه زوجها مطلوباً جداً بين البرجوازيين، في حين لا يملك الآخرون تكاليف الدخول. (8)

أما عن أوصاف المقاهي الكبرى فقد كانت الجدران الخارجية مدهونة غالباً بألوان زاهية، والداخلية مجهزة بديكور مدهش. والوصف التالي لبناء مقهى كبير بدمشق، مستخلصٌ من وثيقة رسمية حررت عند القاضي خورشيد أفندي بدمشق عام 1914، تتعلق بمقهى (قهواخانة) مملوك بالوقف من أسعد باشا العظم، ومؤسس في منتصف القرن الثامن عشر.(9) يهمنا وصف المقهى من الداخل. وهو خارج السور في سوق الجمل، قريباً من سوق الخيل. وكلا السوقين في سوق ساروجة. يطلّ جانبه الجنوبي على نهر بردى. يقول الوصف: طابقان مجهزان بمرافق المياه، يفتحان على فناء مغطى، في كل طابق غرفٌ خاصة بالزبن.

يمكن وفقاً لنص الوثيقة التحقق من كثير من الأمور انطلاقاً من وصفها الموجز لِما في داخل مقهى كبير. فوجود طابقين للمقهى، وغرف متنوعة يدل على أنه كان للبناء وجوه استعمال متعددة. كان يستخدم طبعاً بصفة مقهى عدة ساعات في اليوم، ولكن لغرف الطابقين استعمالاً إضافياً؛ فربما تؤجر لبعض الناس ممن يُحتمل أن يكونوا من عُزّاب المدينة أو أشخاصاً عابرين. وفي هذه الحالة يترافق المقهى بفندق. وكذلك يمكن استعمال الغرف أماكن للألعاب أو اللقاءات العاطفية. ومن جهة أخرى كان فِناء المقهى مغطى في حين أن معظم الفنادق الكبيرة، وفقاً للصور الفوتوغرافية المأخوذة في القرن التاسع عشر ذات أفنية مكشوفة. ويشهد هذا الاختلاف على تنوع فن عمارة الفنادق الكبرى في نهاية العصر العثماني في دمشق. 

 

رسالة الشيخ جمال الدين القاسمي في القهوة:

في نهاية القرن التاسع عشر، في دمشق، لم تعد مسألة القهوة شراباً وأماكن مثيرة كما كانت سابقاً. ولم تعد تطرح مشكلة أمام رجال الدين والأدب، بل على العكس انصبّ اهتمام العلماء آنذاك على الجانب التاريخي لظاهرة القهوة، وخصوصاً لمن كانوا يبحثون في التقاليد الشعبية. وضمن هذا المنظور التاريخي أنشأ الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي رسالته في القهوة عام 1904. (10)

ولد الشيخ جمال الدين في دمشق عام 1866، وتوفي بالحمّى التيفية عام 1914. وانخرط، وهو المنحاز إلى والده الشيخ السلفي محمد سعيد القاسمي، في الحركة الدينية الإصلاحية العقلانية التي كانت السلفيةَ. وكما تشير التسمية كان سلفيو دمشق اتخذوا النظريات الأولى للإسلام أنموذجاً، أي الإسلام الخالي من الممارسات الصوفية، ومن زيارة قبور المبارَكين، ومن الأعراف المحلية المختلطة بالدين. وفي رؤية السلفيين كان الإسلام ديناً عقلانياً ومنطقياً وعلمياً. وكان على المؤمن أن يعتمد أكثر على الإسلام بصفته إسهاماً خُلقياً وروحياً في تحقيق الذات، وليحتل مكانه في الجماعة.

شدد الشيخ جمال الدين ومصلحون سوريون آخرون أمثال محمد رشيد رضا وطاهر الجزائري وعبد الرزاق البيطار – وقد توجهوا إلى الموضوعات ذاتها التي توجّه إليها محمد عبده في مصر (11) – شددوا على البُعد العقلاني للدين، والذي كان يحثّ على تعليم مواد علمية في نطاق البحث عن المعاصرة لدى المسلمين. وأشاد السلفيون – وقد نبذوا مبدأ التقليد الذي كان يُلحّ على الطاعة العمياء المسماة بـــ " التقليدية" بمبدأ الاجتهاد أو التفكير الفردي. وتمسكوا بمبدأ المسؤولية الفردية، وأن على كل فرد أن يحاسب نفسه بنفسه أمام أمثاله وأمام الله. وهي فلسفة تُذكِّر بفلسفة المعتزلة، ما بين القرنين الثامن والعاشر للميلاد، وبإرشاد مبادئ الدين يستطيع الإنسان بوسائله الخاصة حصراً أن يفهم، لا عقائد دينية فحسبُ، بل العقائد التي تحكم قوانين الطبيعة أيضاً.

ظل جمال الدين القاسمي طوال حياته القصيرة ضد كل شكل من أشكال الغوغائية، مثيراً بهذا العداء غضب زملائه المتدينين وغضب رجال السياسة الذين كانوا يستغلون الجانب الشعبي من الدين. وكان الشيخ يقسم وقته بين تحرير مؤلفاته وبين مسؤوليته بوصفه إماماً لجامع السنانية في باب الجابية. وهو منصب موروث عن أبيه وراثته لأفكاره السلفية. وأنتج قدراً من العمل مثيراً يصل إلى اثنين وسبعين مؤلفاً موزعة على موضوعات متنوعة جداً. وعلى سبيل المثال فقد ألف في موضوعات دينية صرفة مثل التفسير، وشروح للمذهب المالكي، وشروح للمؤلَّف الشهير " إحياء علوم الدين " للغزالي.

إن الاستخدام الهام للاجتهاد في مؤلفاته، وفي خطبه بجامع السنانية، جرّ عليه اتهامات تنسب إليه محاولة تأسيس مذهب جديد هو المذهب الجمالي. وهو اتهام قاده إلى السجن. (12)

وإلى جانب المسائل الدينية عالج الشيخ جمال الدين قضايا فلسفية وروحية وثقافية. وكتب شيئاً من النقد للأدب العربي. ونشر في الوقت نفسه مقالات في الصحف والمجلات للتأثير في جمهور واسع. وألف أيضاً أكثر من دليل ورسائل تتعلق بالأعراف الاجتماعية، منها الرسالة التي تهمنا.

في مؤلَّفه عن القهوة حيث يعالج أيضاً موضوع الشاي والتبغ، يهتم الشيخ جمال الدين خصوصاً بتاريخ هذه الأشياء الثلاثة، كما يهتم بمواقف العلماء الذين عاشوا في عصر سابق لعصره، وبالعلماء المعاصرين له.

أما رأيه الخاص في الموضوع – وهو لا يتردد في تقديمه – فالشيخ يعالج مسألة القهوة بطريقة أكثر تقليدية، معتمداً على مقتطفات شعرية، وعلى قصص وحكايات. وبهذه الطريقة يستفيد القارئ في آن واحد من لمحة تاريخية وشرعية عن المسألة في أماكن وعصور مختلفة، وكذلك من رأي السلفية في موضوع القهوة.

القهوة: خصائصها النباتية والنفسية:

هذه هي الخصائص الطبيعية التي كانت معروفة عن نبات القهوة في منعطف القرن العشرين انطلاقاً من لمحة المؤلف: تنبت القهوة، وعلى نحو أدقَّ شُجيرة القهوة، عفوياً في الأجواء الحارة من أثيوبيا وعلى شواطئ البحر الأحمر من اليمن. وتصل أنواعها إلى ثلاثين نوعاً مختلفاً. وترتفع ما بين خمسة عشر وعشرين قدماً (القدم مقياس يساوي خمس عشرة بوصة تقريباً، كان مستعملاً في العصر العثماني) لها قليل من الفروع التي تحمل كثيراً من الأوراق الملونة. ففي قمة الشجيرة أوراق زاهية بيضٌ، في حين أنها وسط الشجيرة وأسفلها خُضْرٌ داكنة. ومع أن حبة القهوة (البنّ) لا تنشر أي رائحة وهي على الشجيرة، فإن الأزهار التي تغطي الشجيرة بغزارة تنشر رائحة زكية. وتُنتج الشجيرة خمسة أرطال من الحب في كل قطفة، خلال ثلاثين إلى أربعين عاماً. ويُجنى المحصول مرتين في السنة، مرة في الربيع، ومرة في الخريف عقب ظهور البراعم بأربعة أشهر.

والمؤلف، مثلُه مِثلُ الذين كتبوا عن القهوة لم يقف موقف اللامبالي من الشراب، فهو يحذر بوضوح من أن شرب القهوة بطريقة متكررة يؤثر في التمثيل الغذائي للجسم، ويُنقص شربها المتعاقب الشهية ويسبب الأرق، ويُفقِد الإحساس بالتعب الجسمي. وأخيراً يتسبب في العجز الجنسي. (13)

ولكنه بالمقابل يؤكد التأثيرات الإيجابية، ولاسيما خصائصِه المنعشة للفكر لأجل الدراسة أو الصلاة. ومع ذلك فالشيخ، وقد حسب حساب الطبيعة الإنسانية، لم ينكر التسليات التي كانت تستمر إلى الصباح في صحبة هذا المشروب، منوِّهاً بصحبة الرفاق في الوقت ذاته. ويتحدث الشيخ عن مزية أخرى للقهوة؛ فإذا أُخِذت إلى الحد المهضِّم بعد وجبة غنية خففت الشعور بالامتلاء وساعدت على الهضم. (14)

ويعترف الشيخ بأثر القهوة الغذائي فينصح بعدم إساءة استعمالها، بل بتذوُّقها بكميات صغيرة. ولا يعتقد أنها تُصنَّف في المشروبات المخدرة كالهيرويين. ولا يولي أيضاً أهمية لكون القهوة اسماً للشراب الكحولي الخمر. (15) ويذكر هذه المعلومة في توطئة دون أن يحمّلها حكماً خاصاً.

 

أصل عادة القهوة عند المسلمين:

جلب العرب شجيرة البن من أثيوبيا إلى اليمن " منذ زمن طويل فالتاريخ الدقيق مجهول " (16) ثم انتقلت عبْر اليمن إلى الهند فأوربا فأمريكا الشمالية. ويؤكد المؤلف أنه شراب أثير جداً في أوربا. أما عند العرب فالشيخ يوافق على الرواية التقليدية التي تقول إن القهوة مرت من أثيوبيا إلى اليمن فسائر البلاد العربية.

بيد أنه خلافاً لمعظم المصادر التي تنسب نشر القهوة في إستانبول إلى رجلين سوريين هما حكيم وشمس فإن مؤلفنا يذكر أن السلطان سليماً جلب هذا النتاج إلى إستانبول عام 1507 مباشرة من إيران حيث كان معروفاً منذ عام 874م. ولكنه يرجّح أن ما كان يُشرب في هذه الحقبة ليس الشراب المحضَّر من الحبوب، وإنما المحضر من قشرة نبات القهوة. (17)

ويشير المؤلف كذلك إلى تاريخ وصول القهوة إلى دمشق. ففي حديثه عن مؤلف من منتصف القرن السابع عشر هو نجم الغزي يعتمد هو الآخر على ابن طولون، يؤكد أن الشيخ سعد الدين علي الشامي، ثم الحجازي، كان أول من جلب معه هذا الشراب المشهور إلى دمشق عام 1540 في طريق عودته من الأماكن المقدسة. (18) وقد اعتاد سكان دمشق سريعاً على هذا الشراب. والشيخ سعد الدين نفسُه هو من اتخذ عادة تقديم القهوة إلى ضيوفه الكثيرين. ويعود دخول عادة شرب القهوة إلى حلب، في الظاهر، إلى الشيخ سعد الدين نفسه، وكان استراح فيها بعض الوقت.

ويرى المؤلف أن من الجدير بالملاحظة كونَ الشيخ الشامي سعد الدين من أنصار القهوة، في حين أن أباه ابن العرّاق المستشار الفقهي لمكة والمدينة، كان قد منع هذا الشراب في حالات خاصة.

القهوة والمقاهي بين سماح العلماء ومنعهم:

في دمشق، كما في القاهرة، وكما في غيرهما، حيث كانت القهوة تقدَّم، حدثت مجابهات، بل مشاجرات، بين أنصارها وخصومها. ففي أواسط القرن السادس عشر، وخلال أحد أوائل النزاعات في هذا الموضوع، وقف عدد من العلماء إلى جانب عيسى العيطاوي الشافعي الذي حرر رسائل كثيرة في ذمِّ القهوة.ولكن كثيراً من العلماء اختاروا في الوقت نفسه الموقف الأسهل وهو الاعتدال. بل إن بعضهم كان يحبّذ هذا الشراب وارتياد المقاهي.(19)

أما الشيخ جمال الدين فلم ير أيّ شرٍّ فيها إذا جرى تناولها بمقادير قليلة، أي بما لا يزيد على كوبين في اليوم.

ويذكر الشيخ جمال لدعْمِ موقفه ثلاثين فتوى من سلطات دينية كانت كلها باستثناء ثلاثة إلى جانب القهوة. وتعود استشهادات الكاتب تاريخياً إلى المراجع الأولى من القرن السادس عشر إلى القرن العشرين، وقتِ كتابة هذه الرسالة. وكان بعضُهم يشيد في فتاواه وأشعاره وسائر كتاباته بشرب القهوة بصفتها شراباً منعشاً للتفكير، وبعضهم يحث عليه لخصائصه التي تُذهِب الهموم والمشكلات، وبعضهم يمدحه لأثره صحياً.

وقبل أن يقدم آراء هذا الفريق وذاك يحدد الشيخ جمال قهوة اليوم التي تُصنع من حبة القهوة لتمييزها من قهوة الأمس التي كانت تُحضَّر من قشرة الشجرة. ومع ما يبدو من اختلاف الشرابين والتأثيرات التي يسببانها في الجسم فكلاهما مباح في رأي الشيخ.(20)

يبدأ المؤلف بالعالم ورجل الدين غُرس الدين الخليلي، الخطيب والإمام والمدرس في المسجد النبوي بالمدينة (21)، والمتوفى عام 1675م، فوفاقاً لفتواه لا يختلف البن عن العسل (هذه المقارنة تجري اعتيادياً مع نتاج مباح)، أو أي نتاج مباح في الإسلام. وهو إلى ذلك يرى أنه " حتى لو كانت القهوة تثير بعض الاغتباط فإنه اغتباط لا يسوِّغ المنع. وكل من يقول النقيض لا يبني رأيه إلا على أساس أوهى من خيط العنكبوت " (22)

ثم يذكر في الوقت نفسه مصدرين منعا تناول القهوة: إمام الشافعية الكازروني (1572 – 1648م) والإمام شمس الدين القطان. وكلاهما كان يعمل في المدينة المنورة. ولا يورد المؤلِّف مقبوسات عن هذين العالمين، بل يكتفي بكونهما يعارضان الشراب.

ويمر أيضاً مروراً سريعاً بالرأي الأكثر وضوحاً وهو رأي شيخ الإسلام أبي السعود الذي أنشأ في منتصف القرن السادس عشر فتوى تحظر شراب القهوة إذا كان أُحرق أثناء تحميسه. ولكن الاعتبارات الاقتصادية الهامة، وشعبية الشراب لدى جميع الطبقات (منذ منتصف القرن السادس عشر) كانت شديدة جداً. وبلغ من شدتها أن فتوى شيخ الإسلام أثارت وابلاً سريعاً من الفتاوى التي تسمح به. ورغم هذا الحدث الذي يُفسَّر هكذا غالباً في المصادر المتعلقة بالقهوة فإن الشيخ جمال يشرح وفاقاً لنجمٍ الغزيّ أن منْع شيخ الإسلام للشراب يكشف غالباً القلق السياسي من المقاهي بصفتها أمكنة فاسدة.

ثم يقدم المؤلف في القسم الباقي من رسالته آراء مختلف السلطات الدينية التي كانت موافقة على شراب القهوة، فيذكر أولاً الشيخ سعد الدين علي الشامي الذي حرر خلال إقامته في حلب منذ بداية عام 1540 فتوى في الموافقة على تناول القهوة، فهي في رأيه تنشّط الانتباه الروحي والجسدي،فتساهم في تحقيق العمل الجيد. وبالمقابل فإن الامتناع عنها لا يلاقي هوى لدى شاربيها لأنها تبعث على الخمول. بل إن كل من يعتقد أنها تتسبب في إفساد السلوك والوقوع في شرك الجريمة لا يبني وجهة نظره إلا على أقاويل، بل أكاذيب. (23)

ويذكِّر الشيخ سعد الدين، في مجال دعم رأيه، بأن بعض الأتقياء كان لديهم في بداية الأمر من الدوافع المبنية على فائدة القهوة ما شجّع المسلمين على تعاطيها. ويذكِّر في هذا الشأن بالصوفي الشهير أبي بكر بن عبد الله الشاذلي الذي أدخل في الأذهان في أواسط القرن الخامس عشر أن القهوة منشطة للصلاة.

ويذكر المؤلف أيضاً أبا الفتح المالكي الذي أيد القهوة. والحقيقة أن تحزُّب الأخير للقهوة قوي جداً حتى لَيهاجمُ بعنفٍ من يعارضون شربها متّهِماً إياهم بنشْر أكاذيب وافتراءات على الذين يشربونها. ويذكر أبو الفتح أنه يشرب القهوة في المناسبات الرسمية ملمِّحاً من طرف إلى أن السلطات تسمح بهذا الشراب، ومن طرف آخر إلى أنه هو نفسه لا يمكن أن يشرب إلا شراباً حلالاً. وفي شِعرِه الذي يتناول الموضوع يستبعد المقارنة بين مفعول القهوة ومفعول الخمر، ويستفيد من المقارنة التي يرويها الخليلي والتي تسوي بين شرب القهوة و أكل العسل أو اللبن، وثلاثتها صالحة للتناول. وتبقى القهوة شراباً مشروعاً تماماً على الرغم مما تشيع في نفس شاربها من شعور بالفرح الغامر. وهذا بالاستناد إلى حجج أبي الفتح:" إني أسال هل شرب القهوة حلال؟ وهل لها تأثير ضار؟ إن شراب القهوة مأمون العواقب، ولا خوف إلا من بعض ما يضاف إليها. هذه حقيقة القهوة، فهي حلال، وكيف أقول بمنعها وأنا أشرب منها فاشربوا يا أهل الخير، ولا تُصغوا إلى الوشاة؛ اتركوهم لهواهم الذي لا يرى شراباً غير الماء!" (25)

وكذلك يقول عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر الأنصاري الفاسي، إمام المالكية، المولود في فاس، وفيها مات عام 1631 في فتواه: " ليست قهوة البنّ بمنهي عنها " (26). ويستشهد بأحمد بن عبد الحق السنباطي المصري (- 1586) (27) الذي يقول: " يجب أن نضرب صفحاً عن كل الأكاذيب الخاطئة المستمرة التي تقال في القهوة، فهي شراب مباح تماماً ". ويصرح عبد الواحد، مثل أبي الفتح، أنه يشرب القهوة طوال مجلسه دون أن يضيف إليها الهيل وغيره. وهي عادة معروفة في بعض الأقاليم.

ثم يناقش الشيخ جمال رأي الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي (1641 – 1731) الذي تعرّض إلى القهوة في مؤلفه عن الخمر. واختار مقتطفاً من مؤلف الشيخ النابلسي ينوه فيه بفضل القهوة وأثرها في نفي الهموم وإشاعة مشاعر البهجة دون أن تُعرّض الجسم للخطر. ويُفهم من هذا ضمناً أنه يقصد المشروبات الكحولية والمخدرة.

إن كون القهوة لا تؤذي الجسم، كما تفعل الخمر، مزية أخرى تغري بترخيصات دينية أخرى يذكرها الشيخ جمال مثل محمد بن يوسف الرومي (- 1757) وهو إمام حنفي في مسجد إسكندر بإستانبول. (28) وينقل المؤلف أيضاً أن النجم الغزي كان قد ابتكر حواراً بين الخمر والقهوة لمقارنة أعراضهما المختلفة. وفي هذا الحوار تنتصر القهوة لأنها تزيل الهموم كما تفعل الخمر ولكن دون خِدر للجسم، وصداع للرأس، كما تفعل المشروبات الكحولية. (29)

تثير بعض الترخيصات والأشعار، كتلك التي لأبي بكر العصفوري ومحمد المامائي وإبراهيم المبلط، صوراً براقة للقهوة:

قلبي موزع بين القهوة وعيني الحبيبة.

سواد القهوة وبياض الكوب كحدقة الحبيبة في محجرها.

والسحابةُ التي تلفّ القهوة أهدابُها. (30)

ويكشف شاعر آخر هو محمد بن عبد القادر اليمني جذر كلمة القهوة ليشرح لغوياً الخصائص العجيبة لهذا الشراب. وينصح شعراء آخرون، كزين العابدين بن محمد البكري الصديقي القاهري الشافعي (- 1604)، وأحمد بن أبي العناياتي المولود في مكة عام 1562 والمتوفى بدمشق عام 1606، وحسين بن أحمد الجزري الحلبي المولود في حماة عام 1589 والمتوفى فيها عام 1624، ينصحون بشربها صافية أو مع إضافات لغرض علاجي. ويزعمون أنها تزيل آلام الرأس، وتشفي الأمراض الهضمية. وبعد قرن سيقدّر الأوربيون من أنصار القهوة هذه الخصائص المفترضة لها، ولاسيما كونها دواء للمشكلات الهضمية، وعلاجاً لعواقب الكحول.

والقهوة مشروب اجتماعي أيضاً يقدم للضيوف. بل إن تناولها في سن الشيخوخة يذكّرنا بأيام الشباب الجميلة كما يرى ابن السمان عبد القادر بن أحمد المولود في دمشق عام 1645، والمتوفى في إستانبول عام 1677 حيث كان يعمل في خدمة السلطان محمد.

وأخيراً تحمس بعضهم لهذا الشراب لأنه يحسِّن مزاجنا وحاسة اليقظة والنشاط فينا. وهذه صفة قاضي قضاة مصر وسورية وسالونيك. وهذه صفة مميزة للقهوة يُشاد بها لأجلها. ولم يجد العالم أحمد بن محمد بن عمر شهاب الدين الخفاجي المولود في مصر عام 1569، والمتوفى فيها عام 1659 شيئاً أفضل من تناول القهوة في الصباح الباكر، في غمرة استعداد المرء لأعماله، مثلما يفعل قاضي قضاة مصر وسورية وسالونيك. وفي الحقبة نفسها كان النجم الغزي (-1650) يؤكد اعتماداً على تجربته الخاصة أن القهوة تبعد النعاس عنه في أثناء عمله مع كتبه في الليل.

وختاماً يستشهد الشيخ جمال بواحد من أبناء عصره وهو محمد بن عمر الحريري (1856 – 1912) العالمُ الشاعرُ " قائم مقام " حماة ومفتيها، الذي كان يفضِّل القهوة على الشاي لأنها تساعده في عمله، ولاسيما في تقوية قدرته على التفكير، وطرد العاس عنه:

أعطِني منها، من هذه القهوة، خلاصة هذه الحبوب المرة لأدفع النعاس عن عينيّ.

أعطنيها ممزوجة بالهيل الذي يسبق عطرُه عطرَ القهوة.

قدِّمْها لي في فناجين الصيني المزخرفة أجمل زخرفة.

لا شيء كالقهوة بعد الطعام يحب المرء أن يحتسيه وهو يغالب النعاس.

ما أبعد ما بين القهوة والشاي!

اتركْني يا من تدّعي الذوق الرفيع هادئاً وانصرفْ لشايك! (31)

وأخيراً ثمة بعض الاحتياطات الضرورية في تراخيص العلماء كالشيخ القاسمي، وفي الإجازات التي أتى على ذِكْرها. فقبل كل شيء يجب الاحتراس الشديد عند تحميس حبوب القهوة لتجنيبها أي احتراق يُفضي إلى فقدانها كثيراً من خصائصها المحمودة، ويخلّف مذاقاً مراً ولاذعاً. بل لا يُنصح بشربها حالاً عندما تكون محمسة جيداً، أي في اللحظة التي تكتسب فيها لوناً ذهبياً.(32). وبالمقابل يفضَّل انتظار البن الجزائري سنة بعد القطاف قبل تحميسه للتلذذ بمذاقه.

ومع أن الشيخ القاسمي يفضل شرب القهوة دون إضافة مواد أخرى فإنه يؤكد أن كثيراً من الناس يخالفونه الرأي دون أن يعانوا أي مضرة. وتبعاً لهذا الرأي ولآراء مؤلفين آخرين، منهم أوربيون مقيمون في الوطن العربي، درجوا على عادة إضافة الأفاويه أو مشتقات الحليب على نطاق واسع،وخاصة في الصباح. ولذا لا يُثبت الشيخ القاسمي أي ردِّ فعلٍ ضارّ لهذه العادة، ولاسيما مزجها بالحليب، فيستنتج أن الشيخ داود الأنطاكي كان مخطئاً عندما أعلن أن هذه العادة تسبب الجذام. (33)

إن القهوة حسب رأي الشيخ القاسمي شراب مؤاتٍ جداً، بل مبارك، بسبب خصائصه التي تنمي النشاط. ولأجل هذه التأثيرات يجب البحث عنها كي تعين في المقام الأول على قيام الليل، وفي المقام الثاني على تنشيط الجسم والفكر. فهي تعين على التفوق في العمل الفكري، وتسهِّل الانتباه والفهم والقدرة على التحليل، ولذا فهي شراب أهل الأدب والمدرسين والعلماء. وباختصار: شراب أهل الله. (34)

 

 

استنتاج:

القهوة هي الشراب المثالي الذي كان يعني حُسن الضيافة ورهافة الذوق في عهد السلطنة العثمانية منذ السنوات الأولى من القرن السادس عشر. ويصبح تناوُلها عادة في مجتمع الذكور، بل وفي مجتمع الإناث، في الأماكن العامة، بل في المقاهي التي كانت مقصورة على الرجال حتى نهاية القرن التاسع عشرن حين بدأت النساء بارتياد بعض المقاهي في إستانبول، وفي مراكز مدن أخرى، وكذلك في الحمامات والمحلات التجارية. تبعاً للشهادة العيانية في عام 1717 لليدي ماري مونتاغو، زوجة السفير الإنجليزي الشابة في الدولة العثمانية  وقد قامت بزيارة السوق المركزية لإستانبول، فإن " هذه السوق طولها نصف ميل، مسقوفة ومعتنى بنظافتها إلى أقصى حد. تحتوي على 365 حانوتاً تبدو مدهونة تواً لشدة الحرص على نظافتها. وفي هذه السوق يتنزه الأشخاص الذين لا عمل لهم، ويتسلَّون بشرب القهوة أو الشراب المثلَّج اللذين يروِّج لهما الباعة بصرخات مدوّية" (35).

كان تقديم القهوة في المنزل يمثل تصرفاً ودياً يدل على حسن الضيافة والتهذيب واحترام الضيف. وها هي الليدي مونتاغو التي أدهشها ما لمست من لطف ودماثة في تقديم القهوة أو احتسائها عقِب زيارة قامت بها لمنزل زوجة الكيخيا، مساعد الوزير الأكبر لإستانبول، تشهد أنه ما كاد الرقص ينتهي حتى تقدمت أربع جوارٍ جميلات يعطرن الغرفة بالبخور، ويقدمن القهوة جاثيات على الرُّكب في فناجين البورسلين الياباني (كذا!) البهي على صحون قرمزية. (36)

وفي " مقاطعة الشام " العثمانية بعد قرنين، كان الشيخ جمال الدين القاسمي ما يزال مدهوشاً من فضائل القهوة التي تؤدي وظيفة الرباط الاجتماعي والودي، فضلاً عن كونها مادة تعين على الدرس والتفكير.

الترجمة منشورة في مجلة التراث العربي من إصدار اتحاد الكتاب العرب في سورية العدد 67 أيار 1997.

الحواشي:

  • مقال منشور بالفرنسية في نشرة الدراسات الشرقية، إصدار المعهد الفرنسي بدمشق. العدد 65 – عام 1993.

** باحثة أمريكية.

  • نجم الدين الغزي (1061 ه = 1650 م): الكواكب السائرة في أعيان المئة العاشرة. نشر جبرائيل سليمان جبور. جامعة بيروت الأمريكية. بيروت 1945 – 1958 - 2/ 198.
  • محمد سعيد القاسمي: قاموس الصناعات الشامية. نشر ظافر القاسمي. دمشق 1988 ص 367.
  • أحمد البديري الحلاق: حوادث دمشق اليومية 1145 – 1175 ه = 1731 – 1762 م. نشر محمد سعيد القاسمي. القاهرة 1959 ص 86، 145، 181، 189، 190.
  • جان دو تيفانو: رحلة إلى الشرق. الطبعة الثالثة. أمستردام 1/ 71، 72. وألكسندر روسيل: التاريخ الطبيعي لحلب. لندن 1794 1 / 23. و146، و174.
  • هاني الخير: طرائف وصور من تاريخ دمشق 1989. ص 140. ونعمان القساطلي: الروض الغنّاء في دمشق الفيحاء. بيروت 1876. ص 109.
  • القساطلي 109 – 110.
  • المصدر السابق ص 109، والقاسمي قاموس، ص 368، والخير ص 140.
  • حديث في 3 أيار 1992بدمشق مع المستشار القانوني سميح الغبرة الذي زار وهو شاب مراهق هذا المقهى.
  • المحضر رقم 25 عام 1333ه = 1914 م. محفوظات القصر العدلي.
  • الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي: رسالة في الشاي والقهوة والدخان. منشورة في بيروت 7 صفر 1322 ه – 1904 م. وأشكر سميح الغبرة حفيد جمال الدين القاسمي على إعارته إياي نسخته من هذا المؤلَّف.
  • جيلبير دو لانو: أخلاقيات وسياسات إسلامية في مصر في القرن التاسع عشر 1798 – 1882. القاهرة 1982. ص 379.
  • خير الدين الزركلي: معجم الأعلام 1954. 2 / 131.
  • القاسمي: رسالة 14 و 18.
  • م. س ص 2و16 و17.
  • م. س ص 21.
  • م. س ص 15.
  • م. س ص 16
  • م. س ص 19 -20.
  • الغزي. 2/ 111-112.
  • القاسمي. رسالة 18.
  • م.س ص 18 و24 – 25. والزركلي 9/ 156.
  • م. س 18 و24 – 25.
  • م. س ص 14 و 20 -21.
  • م. س ص 20 الحاشية 1. والغزي: 1 / 114.
  • أشكر الأستاذ سهيل شباط الذي ساعدني في ترجمة هذه القطعة. المصدر السابق 21-22.
  • م.س ص 22.
  • السنباطي من المذهب الشافعي. عمر رضا كحالة. معجم المؤلفين. دمشق 1957. 1/ 149 – 150.
  • كحالة 12/ 125.
  • القاسمي. رسالة ص 30 – 31.
  • م. س ص 28 -30.
  • كحالة 2/ 80 – 81.
  • محمد سعيد القاسمي والد الشيخ جمال الدين يقدم النصيحة نفسها في قاموسه. ص 51 الحاشية 18، وص 367 – 368.
  • القاسمي: رسالة ص 17.
  • م. س ص 17.
  • م. س ص 17.الليدي مونتاغو: إنجليزية في تركيا في القرن الثامن عشر. نشر آن ماري مولان وبيير شوفان. باريس 1991. رسالة من الليدي مونتاغو إلى الأب كونتي في 17 أيار 1717 , ص 169.

المصدر السابق. رسالة إلى الليدي مار (كذا!) 18 أيار 1717.

المشاركة

مقالات أخرى ذات صلة

يناير 12, 2025

علم الكلام ودراسة اللغة


قراءة المزيد
يناير 12, 2025

رسالة الغفران


قراءة المزيد
يناير 12, 2025

أصول الصوفية


قراءة المزيد
حقوق النشر محفوظة 2025.