النحاة العرب وسبُلُهم في التأليف
يدهش الباحث حين يفتح "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" لحاجي خليفة، مادة "ألفية ابن مالك" مثلاً فيجد لها زهاء سبعين خادماً بين شارح ومحشٍّ وناظم وشارح شواهد. وتزداد دهشته حين يجد لـــ "كافية ابن الحاجب" في النحو مئة من الخدمة، بل إن لـــ "الآجرومية" وهي الأخرى من مقدمات النحو، ما يزيد على أربعين شرحاً وحاشية في المكتبة الظاهرية في دمشق وحدها.
هاجم ابن خلدون هذه الظاهرة، أعني كثرة التآليف*، هجوماً عنيفاً؛ قال: "اِعلمْ أنه مما أضرّ الناس في تحصيل العلوم كثرةُ التآليف، واختلاف اصطلاحات التعليم، وتعدُّد طرقها"(1) وهاجمها أيضاً أحمد أمين الذي عدّ كل ما أُلِّف في النحو تكراراً لـــ "كتاب" سيبويه الذي "كان من القوة بحيث كان المرجعَ في العالم الإسلامي من تاريخ تأليفه. وكل ما فعله الناس أنهم شرحوا غامضاً، أو اختصروا مطوّلاً، أو بسطوا مُعضِلاً. أما الأسس التي بنى عليها [سيبويه] "الكتاب" فبقيت كما هي في النحو والصرف إلى اليوم، من عهد شرح السيرافي لكتاب سيبويه، إلى "النحو الواضح" لعلي الجارم بك"(2) وعزا الظاهرة إلى أن النحو العربي ظل متأثراً طوال حياته بنظرية العوامل التي قدمها سيبويه في "كتابه"، فالفاعل مرفوع بالفعل، والمفعول به منصوب بالفعل، وكذلك الأحرف الناصبة، والأحرف الجارة. وإذا لم يوجد عامل ظاهر قُدِّر عامل مستتر. ولم يستطع ابن جني (- 392 ه) وابن مضاء الأندلسي (- 593 ه) تحرير النحو من هذه النظرية.(3).
وأجمَلَ صاحب كشف الظنون أنواع التآليف في ما يلي، وهي أنواع تنطبق على علم النحو:
- مختصرات تُجعَل تذكرة لرؤوس مسائلَ يَنتفع بها المنتهي للاستبصار، وربما أفادت بعض المبتدئين الأذكياء.
- مبسوطات تقابل المختصرات، وهذه يُنتفَع بها للمطالعة.
- متوسطات، وهذه نفعُها عام للمبتدئ والمتوسط والمنتهي.(4) ونظن ظناً أن صعوبة النسخ وتكاليفه كانت وراء تأليف المختصرات، ثم الاتجاه في القرون المتأخرة إلى تلقين النحو، لا تفهيمه، ونظن كذلك أن هذه المختصرات اشتغل بها المعلمون يستعينون بها في استحضار أفكار الموضوع، ويشرحونها لطلابهم شروح المختصرات المتخذة كتباً تعليمية، كألفية ابن مالك والمقدمة الآجرومية.
هاجم ابن خلدون هذه المختصرات موضِحاً أضرارها، قال: "ذهب كثير من المتأخرين إلى اختصار الطرق والأنحاء في العلوم يولَعون بها. وهو فسادٌ في التعليم، وفيه إخلال بالتحصيل، وذلك أن فيه خلطاً على المبتدئ بإلقاء الغايات (النهايات) من العلم عليه وهو لم يستعدّ لقبولها بعدُ. وهو من سوء التعليم كما سيأتي. ثم فيه مع ذلك شغلٌ كبير على المتعلم بتتبُّعِ ألفاظ الاختصار العويصة للفهم بتزاحم المعاني عليها، وصعوبة استخراج المسائل منها لأن ألفاظ المختصرات تجدها لأجل ذلك صعبة عويصة، فينقطع في فهمها حظٌّ صالح من الوقت. ثم بعد ذلك فالملكة الحاصلة من التعليم في تلك المختصرات إذا تمّ على سداده ولم تعقبه آفة فهي ملكة قاصرة عن الملكات التي تحصل من الموضوعات البسيطة المطولة بكثرة ما في تلك من التكرار والإحالة المفيدين. وإذا اقتصر على التكرار قصرت الملكة لقلته كشأن هذه الموضوعات المختصرة، فقصدوا إلى تسهيل الحفظ على المتعلمين، فأركبوهم صعباً يقطعهم عن تحصيل الملكات النافعة وتمكُّنها"(5)
وتفهم بسهولة مرامي ابن خلدون من هذا الموقف، وهي:
- عدم إرهاق المبتدئ في التعلم بما لا يستطيع فهمه.
- عدم إرهاق المبتدئ بتتبُّع ألفاظ الاختصار، وتضييع وقته.
- فائدتها – إن كانت لها فائدة – أقل من فائدة المبسوطات.
ويلاحَظ أن بعض شارحي الكتب النحوية ألفوا الأنواع الثلاثة على الكتاب الواحد وكأنهم يراعون مستويات المتعلمين، أو يجهزون مذكرات للمعلمين، ومنهم عبد القاهر الجرجاني المشهور بكتابه "دلائل الإعجاز"، فقد ألّف ثلاثة شروح لكتاب "الإيضاح في النحو" لأبي علي الفارسي، يقع أوسطُها في ثلاثين مجلداً بعنوان "المغني". وللقارئ أن يتصور صعوبةَ استعمال هذا المطوّل، بَلْهَ اقتناءَه. ومنها شروح الرضي الأستراباذي على كافية ابن الحاجب.
بل إن معظم أصحاب الأمهات في النحو صنعوا شروحاً لمختصراتهم، او اختصروا مطولاتهم، أو شرحوا شواهدها، ومنهم:
- الزمخشري اختصر "المفصَّل" في "الأنموذج".
- ابن الحاجب شرح "الكافية" ونظمها في أرجوزة سماها "الوافية" وشرحها.
- ابن مالك شرح "التسهيل"، والتسهيل مؤلف شديد الإيجاز جمع فيه خلاصة آرائه النحوية.
- ابن هشام شرح "قطر الندى" و "شذور الذهب" وشرح شواهد "مغني اللبيب" أكثر من مرة.
ويبدو ابن خلدون أشد تسامحاً من أحمد أمين تجاه ظاهرة كثرة التآليف رغم مهاجمته لها. فهو لا يعدُّ كل الكتب النحوية تكراراً لــ "كتاب سيبويه"، بل يصنّف أغراض التأليف بعقل منطقي كما يلي:
- كمال مهارة المصنِّف، فإنه لجودة ذهنه وحُسن عبارته يتكلم على معان دقيقة بكلام موجز يكفي في الدلالة على المطلوب، وغيرُه ليس في مرتبته. فربما عسُر عليه فهْمُ بعضها أو تعذّر، فيحتاج إلى زيادة بسط في العبارة لتظهر المعاني الخفية.
- حذف بعض مقدمات الأقيسة اعتماداً على وضوحها، أو لأنها من علم آخر، أو إهمال ترتيب بعض الأقيسة، فأغفل علل بعض القضايا، فيحتاج الشارح إلى أن يذكر تلك المقدمات المهملة، ويعطي علل ما لم يعط المصنف.
- وقد يقع في بعض التصانيف ما لا يخلو منه البشر من السهو والغلط والحذف لبعض المهمات، وتكرار الشيء بعينه بغير ضرورة، إلى غير ذلك، فيحتاج إلى أن ينبه عليه.(6)
أما النوع الأول فأوضحُ أمثلته شرحُ النحوي لمصنفه، وهذا ما فعله ابن هشام الأنصاري بمؤلَّفَيه "قطر الندى" و"شذور الذهب". وهذا مثال من قطر الندى:
"ص: جميع الحروف مبنية.
ش: لما فرغتُ من ذكرِ علامات الحرف، وبيان ما اختُلف منه فيه، ذكرتُ حكمه، وأنه مبنيّ لا حظَّ لشيء من كلماته في الإعراب.
ص: والكلام لفظ مفيد.
ش: لما أنهيتُ القول في الكلمة وأقسامها الثلاثة شرعتُ في تفسير الكلام..."(7) ويجدر بالذكر أن ابن هشام يسمي مؤلَّفه مقدمة، وشرحه "نكتاً رافعة لحجابها (حجاب المقدمة)،كاشفة نقابها، كافية لمن اقتصر عليها، وافية ببغية مَن جَنَحَ من طلاب علم العربية إليها"(8)
وأما النوع الثاني فمن أمثلته شروح كتاب سيبويه وشروح مغني اللبيب. يقول ابن هشام في المغني: "إذ لا مجازاة هنا"(9) والإشارة إلى مثال أبي علي الفارسي: يقال لك: أحبُّك، فتقول: إذن أظنُّك صادقاً بضم الفعل المضارع. فيشرح الشمُنّي العبارة قائلاً:" قال الرضي: لأن الشرط والجزاء إما في الاستقبال أو في الماضي، ولا مدخل للجزاء في الحال"(10)
وأما الثالث من أسباب التصنيف فقد استغله بعضُهم أبشع استغلال للتشنيع على أسلافهم والانتقاص من أقدارهم. وما أكثر ما نقرأ في كتب النحو اتهاماتٍ بالزعْم والوهْم والتعسف والخلط. هذا أبو حيان النحوي الأندلسي (- 745 ه) يتهم أبا علي الفارسي والزمخشري بـــ "عجرفة العجم" وعدم معرفة كلام العرب. ويصف كافية ابن الحاجب (هو كردي) بأنها "نحوُ الفقهاء" وابنُ مالك يصف الزمخشري بأنه "نحوي صغير". وبين ابن مالك وأبي حيان ما بينهما رغم كون الثاني شارحاً للأول. ثم بين ابن هشام وأبي حيان. ثم يتهم ابنُ هشام الزمخشريَّ بالخروج عن كلام العرب، (11) والكذب في ما نقله عن سيبويه.(12)
وأسوأُ من يلقانا في هذا الباب هو الأسودُ الغُندَجاني المتوفى بعد عام 430 ه. وهو عالم بالشعر والأنساب من غندجان ببلاد فارس. تتلمذ على شيخ مجهول يكنى بأبي الندى، فتطاول على أربعة من أسلافه: ابن الأعرابي، وأبي علي الفارسي، وابن السيرافي، وأبي عبد الله النمري. فألف في الرد على كل منهم كتاباً، وأنعم على ابن السيرافي بكتابين فأطلق لسانه "حاداً نابياً لا يتورع عن الساقط من الكلام بحقِّ الأئمّة من العلماء في إطار التهكُّم والسخرية، وضرب الأمثال السوقية في بعض الأحيان، مما عبّر عنه ياقوت الحموي بقوله: "وكان الأسودُ لا يُقنعه أن يرد على أئمة العلم رداً جميلاً حتى يجعله من باب السخرية والتهكم وضرْبِ الأمثال"(13) وأمثاله في غاية الفحش والبذاءة أحياناً(14)، وأغلبُها مما صنعه الغندجاني نفسه، بالإضافة إلى تحميل ابن السيرافي ما لم يقله(15) وتصحيف كلامه، وغيرِ ذلك مما يضيق المقام بذكره.
إلا أن نظرة متأنية منصفة تجعلنا نضيف إلى ما سبق من تصنيف ابن خلدون ما يلي:
نحن نعلم أن الأخفش الأوسط (- 215 ه) هو أول من فتح باب الخلاف على أستاذه سيبويه، وأن هذا الخلاف تمخض عن مدرستي البصرة والكوفة، ثم نشأت مدارس أخرى. ونعلم أن هذه المدارس استقطبت النحاة، ونعلم أن جدلاً دار حول أصول النحو، مثل الاحتجاج والقياس ومصطلحات النحو، دون أن يعني هذا خفوت الأصوات الفردية والاختلافات الجانبية ضمن كل مدرسة، فإن الأسباب التي أدت إلى ظهور الخلافات، وهي طبيعة اللغة العربية نفسها، وطبيعة العلل التي تتحكم في العلاقات اللغوية، والدلالات التي تحملها الألفاظ، وطبيعة البحث العلمي (16). وهذه الأسباب وغيرها التي سنتطرق إليها فيما بعد، ظلت نبعاً لا ينضب لتعدد الآراء دون أن تفلح مدرسة الفارسي في الخروج من مأزق الخلاف رغم تأثيراتها العميقة:
- فلا بد أن كلاً من عمالقة النحو العربي كان في ذهنه شيء يريد تقديمه، ولاسيما أن معظمهم كانوا من المعتزلة المؤمنين بحرية العقل وسلطانه. فالفرّاء بعد الكسائي وطّد أركان مدرسة الكوفة. والرماني (-384 ه) اتُّهِم بنزعته المنطقية. وأبو علي الفارسي صاحب مدرسة مستقلة هو وتلميذه ابن جني. والزمخشري عاد إلى كتاب سيبويه واختصره في "المفصَّل". وابن الحاجب نحوُه "نحوُ الفقهاء" وابن مالك توسّع في الاستشهاد بالحديث النبوي، وابن هشام صاحب آراء مستقلة.
-
وارتاد بعضُهم ساحات جديدة في التصنيف:
- فصنّف الزجاجي (- 337 ه) كتاب "اللامات"، والرماني (- 384) "معاني الحروف"، والهروي (- 415 ه): الأُزهية في علم الحروف، وهي كما هو واضح تجميع للأدوات في مؤلفات مستقلة.
- وظهرت كتبُ إعراب القرآن الكريم، بدءاً من "معاني القرآن" للأخفش، مروراً بمعاني القرآن للفراء، حتى اضطُرّ ابن هشام إلى تقديم شكل جديد يغني عن "كتب الأعاريب" التي كثرت وطالت، فكان "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" دون أن يوقف هذا سيل كتب الأعاريب.
- وظهرت كتب "الأمالي" للزجّاج، والمرتضى (- 436 ه)، وابن الشجري (- 542 ه)، وابن الحاجب، وغيرهم. وتبحث كتب الأمالي شتاتاً من الموضوعات يتراوح بين جواب لسائل، وإعراب آية، وشرح بيت مشكل.
- وعُني بعض النحاة بشرح الشواهد النحوية، وهو عمل جليل يخفف العبء عن متون النحو، ويسمح للمؤلف أن يستمر في عرض مادته دون الانصراف إلى الشواهد في زمن لم تكن الحواشي المعاصرة معروفة فيه. وللنحاس (- 338 ه) وابن السيرافي (- 385 ه) والأعلم الشنتمري (- 476 ه) شروح لأبيات سيبويه. وقد يشرح النحوي نفسُه شواهده كما فعل ابن هشام بشواهد المغني، أو يشرح شواهد غيره كما فعل ابن هشام نفسُه بشواهد ابنِ الناظم، ابنِ ابنِ مالك (- 686 ه) وبلغ من عظمة شارح أبيات الرضي، عبد القادر البغدادي (- 1093 ه) أن حمل مؤلَّفه عنواناً مستحقاً هو "خزانة الأدب" فيها مئات المقطعات والقصائد، وتراجم لمئات الشعراء، ومعرض لآراء النحاة. وكذلك شرحه لأبيات المغني.
- وألف بعضهم في محاور خاصة، مثل كتب الأحاجي النحوية، وكتاب "الاقتراح" للسيوطي.
هذا في ما يخص مناحي التأليف النحوي. أما اتهام أحمد أمين تراث العرب النحوي بأنه تكرار لكتاب سيبويه فإننا نبدي عليه الملاحظات التالية:
- كان من مظاهر ارتقاء العقل العربي بعد سيبويه الميل إلى التعليل. وإذا كان القياس أساس الفقه والنحو فالعلة أساس القياس. والقياس "حمْلُ غيرِ المنقول على المنقول في حكمٍ لعلة جامعة"(17). "ألا ترى أنك لم تسمع أنت ولا غيرك اسم كل فاعل ولا مفعول، وإنما سمعتَ البعض فقستَ عليه غيرَه. فإذا سمعتَ "قام زيدٌ" أجزتَ: ظرف بشْرٌ، وكرم خالدٌ"(18)
جهد النحاة العرب لوضع القاعدة النحوية على أساس عِلّيٍّ. وكانت العلل بادئ الأمر هشّة يطعن الطاعن فيها بسهولة. فعملُ ابن جني للتخلص مما يسمى بــ "تخصيص العلل"، أي من إمكان نقضها لعدم الاحتياط في وصفِها، مثل قولهم في علة قلب الواو والياء ألفاً: "إن الواو والياء إذا تحركتا وانفتح ما قبلهما قُلبتا ألفين" وهي قاعدة منقوضة بمثل "غزَوا" وبمثل "عَوِر"، فسدّ ابن جني كل خلل في القاعدة، وجعل قاعدته شاملة مطّردة لا يطعن فيها طاعن من جهة، وتخاطب العقل قبل الذاكرة من جهة أخرى، فجعلها كما يلي: "إنهما متى تحركتا حركة لازمة، وانفتح ما قبلهما، وعرِي الموضع من اللبس، أو أن يكون في معنى ما لا بد من صحة الواو والياء فيه، أو أن يخرج عن الصحة مَنبَهة على أصل بابه، فإنهما تقلبان ألفاً"(19)
وأضحى التعليل من موضوعات الخلاف في العصور المتأخرة، ففي حين أنكره بعض النحاة، ولاسيما نحاة المغرب والأندلس الذين كان للمذهب الظاهري في الفقه أثرٌ واضح على مذهبهم النحوي، كابن مضاء القرطبي وأبي حيان النحوي، عمّق نحاةُ المشرق على نحو خاص الاتجاه التعليلي. هذا ابن يعيش النحوي الحلبي الكبير، وهو من أواخر المعتزلة، تتلمذ عليه ابن مالك نفسُه، وإن كانت تلمذة سطحية على ما يبدو لشدة البعد بين منحيي الرجلين، ها هو يشرح للقارئ سبب انقسام الضمير إلى متصل ومنفصل: "القياس فيها أن تكون كلها متصلة لأنها أوجزُ لفظاً وأبلغُ في التعريف. وإنما أُتي بالمنفصل لاختلاف مواقع الأسماء التي تُضمَر، فبعضُها يكون مبتدأ، نحو "زيد قائم"، فإذا كنيت عنه قلتَ: "هو قائم" أو أنت قائم إن كان مخاطباً لأن الابتداء ليس له لفظ يتصل به الضمير، لذلك وجب أن يكون ضميره منفصلاً..."(20) ويعلل حركة تاء الرفع بأن "التاء هنا، أي في مثل "جلستُ" اسمٌ قد بلغ الغاية في القلة، فلم يكن بدٌّ من تقويته بالبناء على حركة لتكون الحركة فيه كحرف ثانٍ..."(21)
بل إن الفراء، وهو المؤسس الفعلي لمدرسة الكوفة، والمتوفى عام 207، أي بعد سيبويه بربع قرن فقط، يحتجّ لسقوط نون الوقاية في "أنّ" و"كأنّ" و"لعل" بأنها بعدت عن الفعل، إذ ليست على لفظه، فضعف لزوم النون لها، و"ليت" على لفظ الفعل، فقوي فيها إثبات النون؛ ألا ترى أن أولها مفتوح، وثانيها حرف علة ساكن، وثالثها مفتوح، فهو كــ "قام" و"باع""(22) أفننكر بعدئذ على هذه العقول الكبيرة من أمثال الفراء وابن جني وابن يعيش والرضي جهدها، ونعدّ ما تعمّقوه في النحو تكراراً لكتاب سيبويه؟!
- ومُعتمَد التعليل المنطق. وما من شكٍّ أنك تلمح خلف كلام ابن يعيش الذي نقلنا بعضه ذلك المنطق الإنساني العام الذي لا يختلف فيه اثنان، مثل تعليله انفصال ضمير النصب: "وبعضُها يتقدم على عامله، نحو "زيداً ضربت" فإذا كنيت عنه مع تقديمه لم يكن إلا منفصلاً لتعذُّر الإتيان به متصلاً مع تقديمه، ولذلك تقول: "إياه ضربتُ". وقال الله تعالى: ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾"(23)
أما المنطق الذي كان موضع نزاع بين النحاة فهو الذي تُرجِم من اليونانية ومازَجَ النحوَ، كما لاحظ الفارسي على معاصره الرماني فقال: "إن كان النحوُ ما يقوله الرماني فليس معنا منه شيء، وإن كان ما نقوله نحن فليس معه منه شيء"(24) ومع ذلك لم يسْلم الفارسي نفسه من تهمة إقحام المنطق في النحو. ويجدر بالذكر أن لغويين من مختلف العصور اتجهوا هذا الاتجاه، ومنهم على سبيل المثال رائدا مدرسة بور رويال الفرنسيان في القرن الرابع عشر اللذان كان لقواعدهما ردة فعل عنيفة، ولكنها كانت في مطلع القرن العشرين حافزاً لانطلاقة علم اللغة العام.
اصطنع الشراح المتأخرون أساليب المناقشة المنطقية، مثل: "فإن قلتَ... قلتُ" و"سلّمْنا" وهم بذلك يقتفون أثر ابن جني الذي يهدف منهجه إلى تفنيد كل ردٍّ محتمل. غير أن المتأخرين استخدموا أساليب المنطق ومصطلحاته؛ يردّ الشمني أحد شرّاح مغني اللبيب على الدماميني، وهو الآخر من شرّاحه قوله: "قد يقال: ليس بين تأثير الأداة "أنْ" لتخليص المعنى للاستقبال، وبين تأثيرها لنصب الفعل تلازم بدليل "سوف" قائلاً: "لا دلالة في عبارة المصنف (ابن هشام) على التلازم، ولو سلِم فالتأثير اللفظي لازم لوجود التأثير المعنوي، لا لماهيّته، ولازمُ الوجود لا يجب ثبوته لكلِّ فرد من أفراد ملزومه، بل قد يثبت لبعضها فقط، ككون الجسم ذا ظِلٍّ في الشمس فإنه لازمٌ لوجود الجسم، غيرُ لازم لبعض أفراده كالهواء"(25)
ونقل الشمني شرحاً منطقياً وافياً لقوله تعالى ﴿لو علم الله فيهم خيراً لأسمَعَهم، ولو أسمعَهم لتولَّوا﴾ (26) وللحديث المنسوب إلى عمر بن الخطاب "نِعمَ العبدُ صُهَيبٌ لو لم يخف الله لم يعصه" عن التفتازاني صاحب "المطوَّل" يدل على اتساع عقول أولئك البلاغيين المشارقة المتهمين بتجميد البلاغة العربية. (27)
وإن سلّمنا بأن المنطق جمّد النحو العربي والبلاغة فمن ينكر أثر التفكير المنطقي في مثل كتاب "الإنصاف في مسائل الخلاف" للأنباري المتوفى عام 577 ه، فهو يسرد في مطلع كل مسـألة من مسائل الخلاف رأي الكوفيين، فرأي البصريين، ثم حجج الكوفيين، فحجج البصريين، ويحكم أخيراً بينهما مفنِّداً رأي أحد الطرفين.
- وازدهر علم المعاني ولا سيما بعد كتاب الإمام عبد القاهر الجرجاني "دلائل الإعجاز"، ثم استوى على يد الزمخشري في تفسيره "الكشاف". يعقِّب الزمخشري على الآية الكريمة ﴿ولكم في القصاص حياة﴾ (28) بقوله: "هذا كلام فصيح لِما فيه من الغرابة، وهو أن القصاص الذي هو تفويتٌ للحياة قد جُعِل مكاناً وظرفاً لها" (29) وهو بهذا يشرح معنى الظرفية المجازية لحرف الجر "في". ويشرح قوله تعالى ﴿ما قلت لهم إلا ما أمرتَني به أن اعبدوا الله﴾ (30): "الأصل ما أمرتهم إلا ما أمرتَني به، فوضع القول موضع الأمر رعاية لقضية الأدب الحسن، لئلا يجعل نفسه وربّه معاً آمرَين"(31). وفي تفسير قوله تعالى ﴿أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه﴾ (32): هو تمثيل وتصوير لِما يغتابه المغتاب (اسم فاعل) من عِرض المغتاب (اسم مفعول) على أفظع وجه وأفحشِه، وفيه مبالغات شتى، منها الاستفهام الذي معناه التقرير، ومنها جعْلُ ما هو في الغاية من الكراهة موصولاً بالمحبة، ومنها إسناد الفعل إلى "أحدكم"، والإشعار بأن أحداً من الأحدِين لا يحب ذلك"(33)
والحقُّ أن صلة النحو بعلم المعاني وثيقة تكاد لا تتبينُ حدود كل منهما، ولاسيما أبحاث الأدوات أو حروف المعاني. فأول ما يفعله المؤلف في بحث الأداة أو الحرف تفصيلُ معانيها، ومهمة علم المعاني تعميق فهْمِ الطالب، فإذا قال ابن هشام عن الهمزة "إنها ترد لطلبِ التصوُّر، نحو: أزيدٌ قائمٌ أم عمروٌ؟ ولطلب التصديق"(34) استعان الشارح بالسيد الشريف الجرجاني في حاشيته على مطوَّل التفتازاني: "والتحقيق أنها، أي الهمزة، في قولك أدبسٌ في الإناء أم عسلٌ، لطلب التصديق أيضاً، فإن السائل قد يتصور الدبس والعسل، وبعد الجواب لم يزِد له في تصوره شيء آخرُ أصلاً، بل بقي تصورهما على ما كان. فإن قيل: التصديق بأن أحدهما في الإناء حاصل له حالَ السؤال فكيف يطلبه؟ أجيبَ بأن الحاصل هو التصديق بأن أحدهما في الإناء مثلاً، والمطلوب بالسؤال هو التصديق بأن أحدهما كالعسل مثلاً في الإناء"(35)
- وعلى أثر الخلافات السياسية والصراعات الدموية تبلورت فرق عقائدية شتى، من قائلٍ بالجبر، وقائل بالاختيار. ومن أهل العدل والتوحيد، إلى أهل التشبيه، إلى ما هنالك من فِرقٍ أذكت الأحداثُ عواطفها، وصقلت التجارب أفكارها، فوُجد علم الكلام، يبحث في صفات الله، والوعد والوعيد، والأمر بالمعروف... وبسط هذا العلم جناحيه على أهل العراق وفارس بخاصة، ووجد مكاناً له في ساحة النحو كما في سُوح العلوم الأخرى. فإذا اختلف النحاة في إعراب "أنْ" في قوله تعالى ﴿وأوحى ربك إلى النحل أن اتّخذي من الجبال بيوتاً﴾ (36) لجأ بعضهم إلى علم الكلام فقال: "إلهام الله تعالى لعباده بقوله وأمره" ردّ الآخر بأن الإلهام مفسَّر في الكتب الكلامية بإلقاء معنى في القلب بطريق الفيض"(37). وإذا قال ابن هشام في معرض خروج "إذا" عن الاستقبال في قوله تعالى ﴿والنجم إذا هوى﴾(38) و﴿الليل إذا يغشى﴾(39) لأنها لو كانت للاستقبال لم تكن ظرفاً لفعل القسم لأنه إنشاء، لا إخبار عن قسم سيأتي لأن قسم الله قديم، أجابه الشمني: "إن أراد القسَم اللفظي فقد تقرر في علم الكلام أن الكلام اللفظي المؤلف من الحروف الملفوظة المسموعة ليس بقديم، ومعنى إضافته إلى الله تعالى أنه مخلوق له تعالى، ليس من تأليفات المخلوقين. وإن أراد النفسي فقد تقرر أيضاً أن الكلام النفسي صفة واحدة في الأزل ليست بمنقسمة إلى أقسام الكلام التي هي الخبر والأمر والنهي وغيرُ ذلك"(40). ثم مضى من خلال أشهر كتب علم الكلام يشرح مواقف الكرّامية الذين يثبتون الصفات لله تعالى والتجسيم والتشبيه، ومواقف الحنابلة المشابهة، وأبي الحسن الأشعري الذي خرج على المعتزلة. ومعروف ما أثارته مسألة خلق القرآن من مشكلات وصراعات بين المعتزلة وخصومهم زمن المأمون وبعده.
- وبعد تبلور المذاهب الفقهية نشأ علم أصول الفقه على ثلاثة أسس: علوم اللغة، والمنطق، والفقه. وكان ابن الحاجب صاحب "الكافية" الشهيرة من كبار أصوليي عصره، وكان منهم بهاء الدين السبكي (- 763 ه)، والسعد التفتازاني (- 793 ه). ولا عجب أن يبدأ التفتازاني كتابه "شرح التلويح" بأبحاث نحوية في معاني الحروف والأدوات، فكثير من الاختلافات الفقهية منشؤها الاختلاف في فهمِ النصوص القرآنية. ولذا رجع الأصوليون إليها مسلحين باللغة. وكما كان القرآن الكريم نواة العلوم اللغوية في ما سبق، كان لاحقاً نواة لعلم أصول الفقه. وكما بنيت أحكام فقهية على اختلافات لغوية، بنيت أحكام لغوية على اختلافات فقهية.
فاختلافهم على معاني الواو جعلهم يختلفون في فهْم آية الوضوء ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم﴾ (41) فالواو عند بعضهم تفيد التفصيل، وعند غيرهم المعية، وعند آخرين لا تفيد أياً منهما.
وبالمقابل فهم بعضهم من قول الإمام الشافعي بالترتيب في الوضوء أن الواو تفيده. ونقل جماعةٌ الترتيبَ عن الإمام أبي حنيفة من قوله: إذا قال الزوج لغير المدخول بها: أنتِ طالق وطالق وطالق، تقع واحدة. ويناقشون في كتب النحو قول القائل "والله لا أتزوج النساء" أيقعُ الحنثُ بالواحدة لأن "ال" لتعريف الماهية أم لا يحنث إلا بتزوج ثلاث، وهو مذهب الشافعي، بناء على أن معنى الجمع باقٍ مع أداة العموم"(42)
وكتب الرشيد ليلة إلى القاضي أبي يوسف، وهو أحد أكبر أعوان الإمام أبي حنيفة، أو كتب الكسائي إلى محمد بن الحسن الشيباني، وهو الآخر أعظم منظّري المذهب الحنفي: "ما قول الإمام في من قال لامرأته:
فإن ترفقي يا هند فالرفق أيمنُ وإن تخرقي يا هند فالخرق أشأم
فأنت طلاقٌ، والطلاق عزيمة ثلاث، ومن يخرق أعقُّ وأظلم
فكتب القاضي أبو محمد بن الحسن: إن رفع "ثلاث" تقع واحدة، وإن نصب يقع ثلاث، لأنه إذا رفع ثلاثاً فقد تم الكلام بقوله "أنت طلاق" ثم ابتدأ بقوله: "والطلاق عزيمة"(43)
- وبعد ما كان العلماء الأوائل كالأصمعي يتحرجون من تفسير القرآن تحرجاً عظيماً، ويكتفون إن فسّروا بنقل المأثور، تحمس المعتزلة للتفسير بالمعنى، وغيرهم للتفسير الباطني. وجمع بعضهم بين أكثر من طريقة في التفسير. هذا الزمخشري أكبرُ مفسري المعتزلة، وابنُ عطية من المفسرين بالمأثور، فيجمع أبو حيان النحوي تفسيريهما رغم عدائه الشديد للزمخشري، فيصنف "البحر المحيط". وهذا الرازي مفسر آخر من المعتزلة، ولكنه من الأشاعرة. وما انقطع المفسرون إلى يومنا. ولا يشك أحد كما يقول السمين الحلبي (- 756 ه) أنه لا بد لمن يتعرض لعلم التفسير أن يعرف جملة صالحة من العلوم الأخرى.
فإذا وصلنا إلى القرن التاسع الهجري وجدنا آثار الوهن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وعواقب الغزوات المدمرة التي تعرّض لها العالم الإسلامي من الشرق ومن الغرب تفعل فِعلَها في هذا الكيان المنخور منذ أواخر الخلفاء العباسيين الأقوياء. وظهر بوضوح أنها أخطر من أن يستطيع النحو وسائر العلوم تجاوُزها. ونظل نحمد لعلماء هذا القرن وسالفه انصرافهم إلى علومهم رغم ظروفهم القاتمة. ونظل نحمد للمماليك تشجيعهم للعلوم مهما كانت دوافعهم. ونظل نحمد لهم اعتمادهم على أنفسهم في معاركهم دون قوى الشعب.
على أننا نجد في هذا القرن المجدب من الذرا النحوية والقرن الذي سبقه صُوة ينبغي التوقف عندها، وهي محاولة إعادة اللحمة بين علوم العربية، وهي العلوم التي استعرضنا أثرها في غزارة التأليف النحوي، والتي شذّب بها بعض النحاة النحو منها ليتحول إلى قوانين جافة لا روح فيها. وكان بإمكان موسوعي كبير مثل بهاء الدين السبكي (– 763 ه) أن ينجز هذا العمل العظيم لو أنه تحمس وأكمل ما بدأه في شرحه لـــ "التلخيص في علوم البلاغة" المعروف بـــ "عروس الأفراح".
وشروح أهل القرن التاسع تتصف على العموم بالتحقيق الدقيق في المتن المشروح، والجمع المستقصي للآراء، وإن كان يعيبها التكلف الشديد لدى بعضهم، والبحث عن مكامن الضعف لدى خصومهم. وأعتقد أن من المفيد أن نكمل الخطوات التي خطاها نحاة ما قبل العهد العثماني بإعادة النظر في ذلك التراث الكبير كمّاً وكيفاً، فننسّق بين الشروح المتعددة للكتاب الواحد، شريطة أن تكون شروحاً حسنة، فنصنع منها مؤلَّفاً واحداً على نحو ما فعل البرقوقي لشروح ديوان المتنبي. ونضع البقية من التراث الذي لا يساوي أكثر من قيمته التاريخية في مكانه اللائق، فنُريح بذلك مطابعنا وقراءنا وطلابنا الباحثين عن مخطوطات للتحقيق، تكون مرتقى لهم إلى الدرجات العلمية، خير من أن نسوق الجميع بعصاً واحدة، فننكرَ على أمثال ابن يعيش والرضي أعمالهم العظيمة.
الحواشي
كان العنوان الأصلي للمقال: كثرة التآليف في النحو العربي. وارتأت هيئة تحرير مجلة التراث العربي حيث نُشر المقال تغييره إلى هذا العنوان. والنتيجة واحدة.
1 – مقدمة ابن خلدون 1230
2 – ظُهر الإسلام 2 / 115
3 – أما ابن جني فقال في الخصائص 1 /109: " ألا تراك أذا قلتَ ضرب سعيدٌ جعفراً فإن " ضرب " لم تعمل في الحقيقة شيئاً. وهل تحصل من قولك " ضرب " إلا اللفظ بالضاد والراء والباء على صورة فعلٍ. فهذا هو الصوت، والصوت مما لا يجوز أن يكون منسوباً إليه الفعل. وإنما قال النحويون: عاملٌ لفظي وعامل معنوي ليُروك أن بعض العمل يأتي مسبَّباً عن لفظ يصحبه، كــ [ الباء ] من "مررت بزيد"، وبعضه يأتي عارياً من مصاحبة لفظ يتعلق به، كرفع المبتدأ بالابتداء... هذا ظاهرُ الأمر، وعليه صفحة القول؛ أما في الحقيقة ومحصول الحديث فالعمل من الرفع والنصب والجر والجزم إنما هو للمتكلم نفسه، لا لشيء غيرِه. وإنما قالوا لفظي ومعنوي لما ظهرت آثار فِعلِ المتكلم بمُضامّة اللفظ للفظ. أو باستكمال المعنى على اللفظ، وهذا واضح "
وأما ابن مضاء فهو ظاهري المذهب الديني، لا يؤمن بالتأويل والقياس، فيجري في النحو مجراه في الفقه، فلا تأويل لعامل، ولا عمل له.
3 – كشف الظنون 35
4 – مقدمة ابن خلدون 1232
5- م. س 1232
6 – م. س 1227 وكشف الظنون 35
7 – شرح قطر الندى 43
8 – م.س 10
9 – مغني اللبيب 30
10 – المنصف من الكلام على مغني ابن هشام 1 /41
11 – مغني اللبيب 601
12 – المصدر السابق 460
13 – فُرحة الأديب، مقدمة المحقق 23
14 – انظر مثلاً ص 51 – 53 – 74 – 76 – 105
15 – فرحة الأديب 2 / 101
16 – مقال للكاتب في التراث العربي العدد 30 بعنوان: أسباب الخلاف اللغوي وأسلوب البحث في تراث العالم لدى ابن جني.
17- في أصول النحو 78
19– الخصائص 1/ 357
19– الخصائص 1 / 146 – 147. والمقصود بالصحة هو ما يقابل الاعتلال. وما يسميه النحاة شاذاً يعدّه ابن جني باقياً على أصله منبهة على بابه، مثل صحة الواو في " القَوَد" والياء في " الغَيب"، تنبيهاً على أصل أمثال " باب " و " غاب".
20– شرح المفصل 3 / 85
21- م.س 3 / 86
22- م.س 3 /91
23- م.س 3 / 85
24 – في أصول النحو ح1 ص 137
25 – انظر مغني اللبيب 44، والمنصف 1 /61
26 – الأنفال 8 / 23
27 – المطوَّل 128 – 129
28 – البقرة 2 / 179
29 – الكشاف 1/ 333
30 – المائدة 5 / 117
31 – الكشاف 1/ 657
32 – الحجرات 49 / 12
33 -الكشاف 3 / 568
34- مغني اللبيب 21
35 – حاشية على المطول 139 والمنصف 1 / 28
36 – النحل 16 / 68
37 – انظر المغني 47 والمنصف 1/ 69
38 – النجم 53 /1
39 – الليل 92 / 9
40 – المنصف من الكلام، مخطوطة الظاهرية الورقة 58 /أ
41 – المائدة 5 /6
42 – انظر مغني اللبيب 76 والمنصف 1 / 107
43 – البيتان في شرح المفصل لابن يعيش 1 /107، ومع الخبر في خزانة الأدب 2 /69، وشرح أبيات المغني 1/ 124 والمبسوط 6 / 77.
مراجع البحث
- الكشاف للزمخشري. البابي الحلبي 1966.
2-كشف الظنون حاجي خليفة. مطبعة المعارف. إستانبول 1941.
3-المبسوط للسرخسي.
4-المطول للتفتازاني. إستانبول 1304 ه.
5-مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري، وبهامشه شرح الدماميني للمغني. المطبعة البهية. مصر 1305 ه.
6 – المنصف من الكلام على مغني ابن هشام. الشُّمُنّي. مخطوطة الظاهرية رقم 8685 عامّ.
7 – مجلة التراث العربي. العدد 30 كانون الثاني 1988.